ألم يحن الآوان بعد للمجتمع الدولي أن يتحرك ويلتزم بما صدر عنه وعن مجلس الأمن الدولي من قرارات دولية حيال الجولان السوري المحتل؟ أم ان الأميركي قد عقد لسان ذلك المجتمع الغارق في سبات لا يعلم أحد متى سينتهي؟!، ثم هل يكفي تنديد البعض، وسخط الآخر؟!، ولماذا لا يتم تفعيل الفصل السابع الذي لطالما كان أداة ابتزاز مفضوحة تُمارس ضد الدول السيادية؟!.
عشرات القرارات الأممية أكدت سورية الجولان المحتل، وبطلان كل الإجراءات والمخططات الصهيونية، ولكن ما محل هذه القرارات من الإعراب الميداني؟ ولماذا لم تُترجم سلوكاً وممارسة على الأرض لردع المحتل الإسرائيلي، ووقف عربدته، هو وربيبه الأميركي؟.
اللافت هنا أن المجتمع الدولي هذا هو نفسه من نراه يقيم الدنيا ولا يقعدها حيال سورية، وتحديداً حول اتهامات مفبركة، ومزاعم كاذبة، يعلم هو تمام المعرفة، أنها من صنيعة المخرج الهوليودي، وتخطيط الإسرائيلي، وتمويل الوهابي، وتمرير العثماني، وتنفيذ المرتزق الإرهابي.
هو الإناء الإسرائيلي إذن ينضح بما فيه من سيناريوهات عدوانية واحتلالية، بدءاً من الإجراءات الصهيونية العنصرية والقمعية تجاه أهلنا في الجولان المحتل، ومحاولة فرض أمر واقع بالقوة، وسلخ الجولان عن وطنه الأم، وتغيير طابعه الجغرافي والديمغرافي، وصولاً إلى الإعلان عما يسمى مستوطنة ترامب، ومحاولة إقامة ما يسمى بالانتخابات المحلية، ومخطط التوربينات، أو ما يعرف بالمراوح الهوائية، والذي يرمي أساساً إلى مصادرة آلاف الدونمات وتهجير أصحابها منها، فماذا فعلت الأسرة الدولية، ولماذا لم تقل حتى اللحظة للمحتل الإسرائيلي الغاشم كفى؟! لماذا لم تردعه؟!، بل وتحاسبه أيضاً وتلزمه بإعادة الحقوق المغتصبة إلى أصحابها؟!.
هذه المخططات الإسرائيلية لن تنال مراميها، فالحق يعلو ولا يعلى عليه، وجولاننا المحتل لا بد عائد إلى حضن الوطن، بصمود أبنائه، وتمسكهم بهويتهم العربية السورية، ونضالهم المستميت في سبيل عزته وحريته، وأيضاً بهمة واستبسال حماة الديار الذين لن يكلوا أو يملوا حتى يتم تحرير آخر ذرة تراب من رجس المحتل الأميركي والتركي والإسرائيلي، وأذرعهم الإرهابية التكفيرية.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 19-6-2019
الرقم: 17004