بما أننا في موسم الامتحانات سأعود بكم بالذاكرة لقصة حصلت في ثمانينيات القرن الماضي وفي تلك الأجواء تقدم (جار جاري) لامتحان الشهادة الثانوية وكان في نهاية امتحان كل مادة يعود من المركز والابتسامة تكلل وجهه ببريق التفوق المنشود.
يسأله الأهل والجيران والأصدقاء عند رؤيته وهو قادم من أرض المعركة الامتحانية (شو طمنا) كيف صنعت اليوم.. فينفخ الهواء في صدره العريض فيبدو كـ (ديك) من ديوك القرية… ويطلق عبارته المعتادة (تمام تمام) العلامة التامة أو (تحتها بشوي).
في امتحان اللغة الأجنبية (وكانت وقتها الطالب يدرس إحدى اللغتين الفرنسية أو الإنكليزية).. عاد (الطالب الحاذق) والغبطة تغمر كيانه… وكعادته نفخ صدره ورفع (عرفه) ولم يعد ينقصه سوى الصياح باللغة الانكليزية … وقبل أن يُسأل عن أدائه في المادة الأجنبية من قبل الأهل والخلان.. (العلامة التامة) أو (أدنى بكم علامة).. قالها وانصرف بغرور.
في اليوم التالي كان امتحان (اللغة العربية)… تأهب الجميع .. الكل ينتظر عودة (جار جاري) بمظهره (الديكي)… لكن المشهد اليومي لديك القرية القادم من عرسه الامتحاني بدا مختلفاً عن باقي أيام الامتحان السابقة.. العرف متهدل والصدر غائر في الظهر… (شو القصة) خاطبه الأهل والجيران… (لتكون مضروب بالعربي)… لم ينطق (جار جاري) بأية عبارة… وانصرف كديك مهزوم في مبارزة… تاركاً الجميع في حالة من التعجب.. إلى أن انفجر زميله في الصف بقهقهة عظيمة أدهشت الحاضرين.. وصاح بصوت يخالطه الضحك… صفر بالانكليزي.. صفر بالإنكليزي.
(جار جاري) كان بالأمس في امتحان اللغة الأجنبية قد (نقش) وقام بتصوير ورقة زميله الذي يجلس أمامه كما تعود في كل يوم امتحاني… لكن لغة الزميل المنقول عنه يومها كانت فرنسية…..
منهل ابراهيم
التاريخ: الاثنين 24-6-2019
الرقم: 17007