تركها وانسل خلسة هارباً.. ولكنها جلسة ليلية, فيها سر يوحي بجمال فريد.. ليل ندي, موسيقا تصدح في كل الاتجاهات, شاطئ تهب نسماته العليلة على الوجوه فترطبها.. ولكنه قفز فجأة وكأنه لسع..!
مابالك..؟
إنهم يضحكون..!
وإن يكن..؟
أي هم..؟ تجيبه.. كاتمة مايتراءى لها من شرود خاطف, مرعب من عينيه البنيتين الواسعتين..؟
لايهم نهاية الحوار.. ولايهم كيف انصرف مغادرا, هاربا الى وحدته ليختفي بعدها بضعة أيام, يهدهد بينه وبين ذاته جرحه, حتى لايستنفركل مرة وسط جلسة قمرية لاتضاهى..
لا تدري حينها هل مايفعله صائباً, ام انها حين تكتم كل الجراح وتترك ذاتها لاهية على صوت موسيقا لاتعلو هكذا الا مرة واحدة في السنة.يمكنه أن يهدئ دواخلنا المرتعدة..
يوم وحيد تصدح فيه الموسيقى سنويا في توقيت مماثل تماما (21) حزيران, متسائلة هل سيأتي يوم يحتفلون بالجرح السوري, على طريقتهم الموسيقية.. كما فعلت أكثر من 800 مدينة, في 120 دولة حول العالم..!
طبعا.. المقارنة لامعنى لها, شتان بين الجراح والموسيقا..!
الموسيقا تملح الجرح, في لحظة وأنت في عز جمال, أيا كان تتفتق الاوجاع.. تنهمر الأحزان.. في الأوقات الاعتيادية حين يكون الجو جافا, يتسلل الجفاف الى عواطفك, فتشعر كانها تيبست, لكن نغمة بسيطة, صوت موسيقي حقيقي, نغمة هادرة.. تفك التجميد, يتراءى لك من خلال تلك النغمات كل ما عشته يوما, من ألم دفين..! بينما يتعالى صوت الموسيقا.. كانت تتسارع خطواته يفر هاربا من المكان, يتتابع انسحابه, وهي تركض خلفه, عاجزة عن اللحاق به..
تاركة صوت الموسيقا المجاني يخفت رويدا رويدا.. كلما التفتت تشعر اكثر فاكثر أنها أصبحت بعيدة عن شاطئ الموسيقا.. لتفاجأ باسفلت أسود يشق طريقه اليها, تاركا اياها تلتقط نغمات بعيدة لاتكفي لهدهدة اي جراح نازفة..!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 24-6-2019
الرقم: 17007