يخطئ من يظن لوهلة بأن ما سيناقش اقتصادياً في مؤتمر العمالة في البحرين الذي يعقد غداً وبعد غد تحت مسمى مؤتمر صفقة القرن، بعيداً أو يمكن فصله عن الجانب السياسي، فالأمران وجهان لعملة واحدة وهي بيع فلسطين تحت مسمى (الأرض مقابل المال)، ونحن العرب من هلل لسنوات وسنوات لشعار(الأرض مقابل السلام) فبعنا أراضي 48 الفلسطينية وبصك رسمي للكيان الصهيوني، مقابل الكلام فقط، وسلمنا ورقة مجانية للعدو بات يفاوضنا من خلالها بما يخص أراضي 67 فقط، واعتبرنا ذاك الإنجاز من على جميع منابرنا احراج للكيان الصهيوني، وبأننا بذلك (مسكناه من الايد يلي بتوجعو).
الجميع ممن سيشارك في ورشة البحرين، وممن رفض المشاركة يعي جيداً، أن ختام المسرحية سينتهي الى إعطاء الكيان الصهيوني أحقية السيطرة على كامل التراب الفلسطيني، مقابل المال، والذي سيدفع لاحقاً من جيوب النفط العربي، وكل ذلك بهدف إرضاء السيد الأميركي والصهيوني من اجل الحفاظ على كراسي عروشهم.. أليست تلك الكراسي مرهونة بمقدار انحناء رؤوس معتليها للسيد الأميركي ؟!!.
في القاء نظرة سريعة على الدول المشاركة في مؤتمر العمالة في البحرين، يمكن قراءة حرص تلك الدول على إتمام الصفقة، فجميعهم أصحاب جلالة وسمو، وسلامة عروشهم، وديمومة التاج على رؤوسهم مرتبط بإنجاح المؤتمر واتمام صفقة البيع، وإلا فالرمال سوف تتحرك من تحت ممالكهم ، وتتحول في لحظة أعمدة قصورهم الى كثبان رملية كما أنشئت قبل حين، والاعصار الذي سوف يضرب في رمالهم تحت عروشهم جاهز وبصيغ عدة ..(إعلان الجهاد في ربوعهم، أو ملاحقتهم في المحاكم الدولية تحت بند دعم الإرهاب، أو تخويفهم بأعداء جدد في المنطقة).. وأصحاب الجلالة والسمو يعون ذلك، فيجدون من الأسهل بيع فلسطين ودفع 50 مليار دولار، أفضل بمليار مرة من أن تهب على عروشهم نسمة ريح ربيعية.
كل ما تم الحديث عنه سابقاً، هو حديث أهل العريس، وتجهيز للعرس في المنامة، لكن القصة حكماً لن تنتهي بتلك الأريحية والبساطة، ولن يمر العرس كما يشتهي العريس طالما كل ذلك لا يعني العروس وأهلها .. وستنتهي القصة بانتظار العريس وأهله طويلاً ليفض الجمع دون تناول (محلاية العرس).. بالمختصر المفيد لن تمر تلك الصفقة طالما تمسك الشعب الفلسطيني ومعه دول المقاومة بحقهم ورفضهم التوقيع على صك زواج باطل.
Moon.eid70@gmail.com
منذر عيد
التاريخ: الاثنين 24-6-2019
الرقم: 17007