«مؤامرة القرن».. وحتمية الفشل

 

لم تكن كل الأحداث العاصفة في المنطقة ككل، والحرب الإرهابية التي تشن على سورية بشكل خاص، سوى عملية قصف تمهيدي توفر الأرضية المناسبة لتنفيذ (مؤامرة القرن) الكبرى لشطب فلسطين التاريخية من الخريطة الجغرافية والسياسية، عبر تصفية الوجود الفلسطيني، وشرعنة وجود الكيان الصهيوني، والعمل على ادماجه سياسياً واقتصاديا وأمنياً في المنطقة، ليكون لاحقاً صاحب اليد الطولى التي تهيمن على قرارات ومصير شعوبها.
اليوم ..وبعد إنكشاف حقيقة ولاء أعراب المشيخات، والأنظمة المستعربة للمشروع الصهيو أميركي، لم يعد بمقدور رعاة (ورشة البحرين)، ومموليها، واللاهثين لترجمة نتائجها على أرض الواقع إنكارهم لدعمهم المستميت للتنظيمات الإرهابية من أجل استهداف محور الدول المقاومة والممانعة، وعلى رأسها سورية، لمحاولة تحييدها، أو إلهائها عن المسار العروبي المتمسك بالقضية الفلسطينية، وبالحقوق العربية المشروعة، فمؤامرة القرن تستلزم لتمريرها وفق المنظور الصهيوني تدمير جيوش الدول العربية، وتمزيق ساحاتها، وشرذمة مجتمعاتها، وأدوات التنفيذ الأعرابية جربت منذ زمن طويل، وأثبتت طواعيتها بيد مشغليها، من خلال انخراطها في الكثير من الحروب التي استهدفت شعوب المنطقة.
فالنظام السعودي لم يخف يوماً رغبته بتقوية شوكة الاحتلال الإسرائيلي للحفاظ على عرشه، ولا سيما أن اغتصابه لبلاد الحجاز كان مرهوناً منذ البداية بتنفيذ كل المخططات الأميركية والغربية من دون أي اعتراض، ويكفي الإذلال المهين الذي يتلقاه من الأميركي اليوم للدلالة على ذلك، ومجلس التآمر الخليجي لم يخرج يوماً من تحت العباءة السعودية، فكرس كل إمكانيات وثروات المشيخات لخدمة المخططات الأميركية والصهيونية، و(ورشة المنامة) تترجم اليوم عملية الترابط العضوي بين حكام تلك المشيخات وكيان العدو الصهيوني، مضافاً إليهم بعض المجندين من الأنظمة العربية اللاهثة وراء التبعية العمياء.
(صفقة القرن)، بشقيها الاقتصادي والسياسي، لن يكتب لها النجاح اليوم، ولا في أي مرحلة قادمة، لأنها ببساطة لا تعكس سوى أوهام المروجين لها فقط، وإرادة الشعوب أقوى بكثير من قدرات المطبلين والمزمرين لتعويمها، وانتصار السوريين على الإرهاب وداعميه اليوم، أكبر مؤشر على حتمية فشل كل المشاريع التقسيمية التي تستهدف دول المنطقة، فإذا كان للباطل جولة، فإن للحق جولات وجولات.

ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 26-6-2019
رقم العدد : 17009

آخر الأخبار
بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة