حتى لو أراد أمراء وملوك الردى، أن يبيعوا الفلسطينيين وقضيتهم بحفنة من ملياراتهم المنهوبة من قوت شعوبهم، ورزمة من الأوهام السياسية عبر تمرير ما يسمى (صفقة القرن) في (ورشة البحرين الاقتصادية) فإنهم لن يحصدوا إلا الفشل والخيبة.
أحفاد اليوم يحاولون السير على خطا أجدادهم عبر إعطاء وعد جديد بأرض فلسطين المحتلة ممن لا يملك، ولا يحق له أصلاً، لمن لا يستحق، ووجوده بحسب كل المواثيق والأعراف الدولية يتحدد ضمن إطار قوة احتلال صهيونية غاشمة، قام كيانها الغاصب في الأراضي المحتلة، على العدوان واستباحة دماء الفلسطينيين، وتهجيرهم من أراضيهم، ومصادرة ممتلكاتهم.
اللافت هنا هو هرولة بعض الأعراب إلى (ورشة المنامة)، وترويجهم لها، وكأنها هي الحل الأمثولة، مع أن الواقع يتناقض تماماً مع كل تلك الادعاءات التي يحاول تسويقها الأميركي وذيوله في المنطقة من حظيرة اللاهثين لاستجداء رضا الإسرائيلي.
ورشة المنامة ولدت ميتة في مهدها، فهي فاقدة للشرعية وهدفها تصفية القضية الفلسطينية، وتكريس أمر واقع يتناسب مع مصالح الاحتلال الإسرائيلي.
والسؤال هنا لماذا لم يحضر الفلسطينيون أصحاب القضية الأصليون اجتماعات ورشة العار البحرينية؟! ولماذا خرج الفلسطينيون من كل حدب وصوب، ومعهم كل أحرار العالم ونظموا الوقفات الاحتجاجية، ورفعوا الرايات المنددة بها، وهتفوا بملء حناجرهم لا لورشة المنامة؟!
من يراهن على صدقية وعود الأميركي حيال الفلسطينيين، حاله هنا كمن يبني أوهامه السياسية على شاطئ من الرمال المتحركة، أو ليست هي أميركا نفسها التي عودتنا دائماً على النكث بالوعود والعهود، بل وحتى الخروج من الاتفاقيات والمواثيق الدولية؟! أو ليست هي من شرعنت احتلال الجولان؟! أو ليست هي من اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونادت على الملأ أيضاً بضم الضفة الغربية للمستوطنات الصهيونية؟! أو ليست هي من يدعم مجرمي الحرب الإسرائيليين، ويزودهم بأحدث الأسلحة، ليقتلوا فيها الفلسطينيين، دون أن يرفَّ لهم جفن؟!
الحل لن يكون في (ورشة البحرين)، ولا في غيرها من الاجتماعات الانبطاحية، الحل يكمن بإنهاء الاحتلال، ووقف الاستيطان، وعودة اللاجئين، وإنهاء حصار غزة، لا حل إلا بعودة الحقوق إلى أصحابها، وبزوال الاحتلال، وأي مقترحات للتسوية دون ذلك فهي سراب سيتبدد لا محال.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 26-6-2019
رقم العدد : 17009