مما لاشك فيه أن الثروة الحيوانية تعتبر إحدى أهم دعائم الأمن الغذائي في بلدنا وتتميز بتنوعها وجودتها وتفوق مواصفاتها صحياً وطبيعياً، تنفرد وسورية بأنها من أوائل الدول في المنطقة التي تمتلك ثروة حيوانية بهذه المواصفات والميزات واستطاعت أن تصل إلى حد الاكتفاء الذاتي من الغذاء وربما أكثر.
خلال الأزمة التي مرت بها البلاد تغير حال وواقع هذا القطاع الحيواني وأصابه ما أصابه من تدمير وتخريب وأضرار وتأثر كغيره من القطاعات الأخرى وبالتالي انخفضت أعداد الثروة الحيوانية إلى حد كبير وتعرضت إلى شتى أنواع الأذى والضرر.
لكن مع تعافي الدولة وعودة الكثير من المواقع والمناطق إلى سلطتها وسيادتها خاصة في الجغرافيا التي تعيش وتنمو فيها الثروة الحيوانية دفع بالجهات المختصة جمعياً وعلى رأسها الحكومة إلى إعادة تأهيل وترميم هذا القطاع وإعطائه الأولوية في عملية تعافي الاقتصاد الوطني، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات والقرارات ووضع البرامج والخطط اللازمة لعودته إلى أفضل مما كان عليه في السابق، وتسجل لوزارة الزراعة وغيرها من الجهات الأخرى علامة فارقة في هذا الشأن فتم توقيع العقود لاستيراد أنواع من الأبقار وصدر ما يسمى بشهادة حركة للحيوانات قدمت لها جميع التسهيلات والإعفاءات، إضافة إلى مشاريع مهمة جداً تدعم هذا الجانب عبر مشروع تطوير الثروة الحيوانية، والذي لاقى دعماً كبيراً ورعاية واهتماماً من أعلى المستويات وهناك خطوات عديدة أخرى تم لحظها وإقرارها.
كل هذه الأمور أدت إلى تحسن واقع الثروة الحيوانية تدريجياً ووضعها على السكة السليمة، حيث تعود العافية تدريجياً إلى هذا القطاع الذي يؤمن جانباً مهماً من الأمن الغذائي ويوفر آلاف فرص العمل، خاصة أننا نتميز بوجود المناخ والطبيعة والخاصية اللازمة ليكون من أوائل القطاعات الرئيسة التي تسهم مساهمة بناءة وفاعلة في التنمية ودعم الاقتصاد الوطني.
بالمقابل ورغم ما تم تقديمه فإننا نطلب المزيد ونشدد على معالجة معوقات وموانع تحسن واقع الثروة الحيوانية كي نتمكن من حرق المراحل والتقدم بسرعة أكبر لنعوض ما فات وما حدث، والإمكانيات والأدوات والمستلزمات موجودة لكن نحتاج إلى جهود أكبر ومتابعة مستمرة، وإعطاء الكفاءات والخبرات والمختصين في هذا الجانب دورهم مع طلب المزيد.
هزاع عساف
التاريخ: الخميس 4-7-2019
رقم العدد : 17016