بلهفة.. أو لهفتين تسبقك الروح الى معرض الزهور حيث يختلط عطر الورود بعبق الأشواق التي احتضنها الوجع الذي ارتوى من صهيل الوطن الشامخ ببطولات وتضحيات أبنائه.
يأخذك عبق الزهور بعيدا ويسافر فيك الى عوالم السكينة والزمن الجميل، حيث ترفل الروح الى حضن الطمأنينة والهجوع على ضفاف الجمال والأناة.
الزحام الكبير الذي شهدته أروقة المعرض للترويح عن النفس والمتعة يعكس الى حد كبير نجاح هذه التظاهرة الفنية التي تلامس الروح والتي تجسد إرادة هذا الوطن بشعبه وجيشه وقائده على الحياة والحب والعطاء والولوج الى كل مفازات الروح والنفس المثقلة بالأوجاع والجراح التي تسببت فيها سهام الحقد والغدر.
من جديد تثبت دمشق انها عاصمة الحب والجمال والورود التي اختلطت رائحة عطورها الفواحة بعطر التاريخ والحضارة والإرادة على الحياة والفرح والعيش بسلام ومحبة.
معرض الزهور بدورته الأربعين لاقى اقبالا جماهيريا لافتا لأجوائه الممتعة، خاصة وأنه شكل متعة ومتنفسا لكل أفراد العائلة في ظل محدودية خيارات الترفيه والترويح عن النفس، لاسيما في ظل ارتفاع أسعار كل اشتراكات الأندية الترفيهية وفي مقدمتها اشتراكات المسابح التي تجاوزت الخمسة عشر ألفاً.
زيارة معرض الزهور كانت متنفسا للروح والنفس المتعبة والمضطربة من أثقال الحياة وارتكاسات الحرب الشرسة التي شنتها وحوش الإرهاب على هذا الوطن الشامخ بأبنائه الابطال الذين ضحوا بأغلى ما يملكون كرمى لعيونه.
فردوس دياب
التاريخ: الاثنين 8-7-2019
الرقم: 17018