لعاب التوسع يسيل من أنياب أردوغان.. و«النصرة» إرهابية ولو غيرت جلدها… واشنطن ترمي صنارةالأطماع الاستعمارية البائدة .. وبريطانيا وفرنسا تلتقطان الطعم
في ظل كل المعطيات والأحداث يبقى الشمال العنوان الأبرز بينها، حيث تسجل الصور القادمة من هناك مزيداً من التشعبات بعد الإخفاقات المتكررة للتنظيمات الإرهابية بإحداث أي تغيير على خارطة الميدان في إدلب، وبالتالي انعكاس تلك الهزائم على داعميهم المباشرين وغير المباشرين، ولاسيما أن تركيا الإخوانية تسجل اعتراضاً ملغوماً على تأمين الشمال عبر استهداف إرهابييها من قبل الجيش العربي السوري.
هجوم إرهابي على محاور متعددة في أرياف إدلب وحماة واللاذقية يفشل مجدداً ليسجل ضمن قائمة الهجمات الفاشلة التي يقودها إرهابيو «جبهة النصرة» بإيعاذ من أنقرة الإخوانية، في الوقت الذي تسعى فيه «النصرة» للخروج من جلدها، بحسب محللين وقد سعت خلال السنة الماضية إلى الخداع والمواربة والتمويه عبر تغيير تسميتها إلى «هيئة تحرير الشام» للتغطية على صفتها الإرهابية وإنها امتداد للقاعدة الإرهابية عبر إظهار قطيعتها مع «القاعدة».
ويغذّي هذا الأمر التقاطع في المصالح، بين الولايات المتحدة من جهة، و»تحرير الشام» الإرهابية وحلفائها من جهة أخرى، حول هدف منع استعادة الجيش العربي السوري لسيطرته على المناطق التي خرجت عنها.
فالولايات المتحدة الأميركية من جهتها تلهث لنصرة ادواتها ومحميات إرهابها في المنطقة في محاولة وقف العملية العسكرية التي ترسم ملامح خريطة سيطرة جديدة في المنطقة وتؤسس لإنهاء المجموعات الإرهابية في إدلب وريفها، وبعض المناطق الأخرى.
إلى جانب الهجمات التي يشنها الإرهابيون باستمرار على مواقع الجيش العربي السوري للسيطرة على المناطق التي استعادتها، يقوم هؤلاء المرتزقة باستمرار باستهداف مناطق المدنيين بالقذائف الصاروخية ما يسفر عن ارتقاء ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين إضافة إلى الأضرار المادية، وقد استشهد مدنيان وأصيب 2 آخران بجروح نتيجة اعتداء إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» بالقذائف الصاروخية على مدينة السقيلبية وذلك بعد أقل من 24 ساعة من اعتداء مماثل طال قريتي جورين وعين سليمو بريف حماة الشمالي الغربي أسفر عن استشهاد 3 مدنيين وإصابة 6 آخرين.
وقد أظهرت المشاهد الدعم التركي للإرهابيين في سورية، حيث قامت المدفعية التابعة للنظام التركي بمساندة الهجوم الإرهابي العنيف الذي شنه الارهابيون قرب الحدود مع سورية.
وتصاعد في الآونة الأخيرة الدعم التركي العلني للتنظيمات الإرهابية في إدلب وجبهات منطقة الاتفاق بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري من خلال العملية العسكرية التي يخوضها لاستعادة هذه المناطق، وبرز ذلك في نقل تعزيزات عسكرية كبيرة مكونة من مئات المصفحات والآليات وآلاف المقاتلين التابعين لما يسمى بالجيش الوطني الموالي لتركيا في عفرين باتجاه جبهات القتال مع الجيش العربي السوري، كما تحولت ما يسمى نقاط المراقبة التركية في شمال حماة وجنوب إدلب إلى مظلات تحتمي بها التنظيمات الإرهابية وتنطلق في هجماتها باتجاه مواقع الجيش من هذه المظلات، كما دخلت القوات التركية الغازية مباشرة على خط الهجمات الإرهابية من خلال قصفها لخطوط دفاع الجيش العربي السوري تزامنا مع هجمات الإرهابيين.
ادوار مبتذلة ومفضوحة يمارسها التركي ومعه الاميركي للاسترسال في دعم الإرهاب كل من مطرحه والتي على ما يبدو أنها أصبحت واضحة، حيث أن تسخين المشهد يدور ضمن مهام إعادة تفعيل دور الارهاب المهزوم امام ضربات الجيش العربي السوري.
تلك الاجراءات من قبل اعداء سورية لم تشكل اي عثرة أمام الجيش العربي السوري الذي لا يزال يقدم دفعاً جديداً في حصيلة الانتصارات ويضيف العديد من الانجازات الى سجله من خلال تمكنه من الحفاظ على مواقعه وإفشال مخططات الارهابيين وداعميهم في إحداث أي تغيير.
وفي ضوء آخر التطورات الميدانية وردود الجيش العربي السوري على خروقات الارهابيين، تمكن الجيش العربي السوري من ضرب مواقع الارهابيين عبر رمايات نارية ما ادى الى تدميرها بالكامل في ريفي حماة وإدلب.
المشاهد القادمة من إدلب لم تكن منفصلة عما يجري في الجزيرة.. فبعد رفض المانيا طلب واشنطن زيادة قواتها وتقديم مزيد من الدعم، كشفت صحيفة بريطانية، أن لندن وباريس وافقت على إرسال قوات إضافية إلى سورية، لتحل محل القوات الأميركية المحتلة بعد انسحابها، بحسب المزاعم التي تطرحها الادارة الاميركية مراراً لكن دون تنفيذ، فهي أي واشنطن كانت قد تراجعت تدريجياً عن قرار الانسحاب.. وهذا كان ولا يزال يعبر عن حقيقة واشنطن التي لا تلتزم بقراراتها، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً لا تعد ولا تحصى.
الى ذلك واصل الاحتلال التركي عملية تتريك المناطق التي احتلها ضمن الاراضي السورية كعفرين وبناء الجدار العازل حول المدينة، يأتي ذلك في إطار الانتهاكات المتواصلة للميليشيات الارهابية التابعة للنظام التركي التي لم يسلم منها لا من تبقى من أهالي عفرين، ولا المهجرين الذين تم جلبهم للمنطقة.
وبحسب مراقبين فهناك سعي تركي لإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، وقد كشف تقرير جديد أعدته «منظمة حقوق الإنسان في عفرين» عن جهود تركية حثيثة لترسيخ التتريك في مناطق «عفرين» التي تخضع لسيطرة قوات الاحتلال التركية وفصائل الارهاب المدعومة تركياً، كما قامت قوات الاحتلال التركي بتخريب ونهب مواقع أثرية في المدينة، وذلك بهدف التنقيب عن الكنوز واللقى الأثرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين الامر الذي يؤدي في ظل الاستمرار التخريبي إلى دمار الطبقات الاثرية وتحطيم صفحات مضيئة من تاريخ وحضارة الشعب السوري.
الى الجنوب وبعد سنوات من الاحتجاز القسري من قبل قوات الاحتلال الأميركية والمجموعات الإرهابية التي تدعمها والمنتشرة في مخيم الركبان ومنطقة التنف على الحدود السورية الأردنية وصلت دفعة جديدة من المهجرين السوريين إلى ممر جليغم قادمين من المخيم الواقع في الريف الشرقي لمحافظة حمص.
يأتي ذلك في ظل القلق الكبير من جراء تراجع نسبة خروج المهجرين من مخيم الركبان، وقد عبرت كل من دمشق وموسكو عن قلقهما إزاء انخفاض أعداد من يغادرون مخيم الركبان، ودعتا واشنطن للتعقل والتوقف عن عرقلة عملية عودة اللاجئين.
يذكر أن الوضع الإنساني في مخيم الركبان يتدهور بسرعة، وتمنع القوات الأميركية وصول المساعدات الانسانية إلى داخله أو إدخال حافلات من قبل الدولة السورية لإخراج النازحين الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة للغاية.
أما في مخيم الهول فقد تم الكشف عن عمليات تهريب لعوائل إرهابيي «داعش» من المخيم إلى مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها القوات التركية التركية، حيث أسست مرتزقة «قسد» في هذا المخيم المدنيين مع عوائل إرهابيي تنظيم «داعش».
وأكد مصدر محلي أن عمليات التهريب تجري مقابل تقاضي مبالغ مادية ضخمة، مضيفاً أن هذه المبالغ تتفاوت بين السوريين والعرب والأجانب، ما يبين الغايات التي تهدف الى تحقيقها كل من أنقرة وواشنطن بالتعاون مع مرتزقة «قسد».
ولم تكتف «قسد» المدعومة أميركياً بتلك الاجراءات الاستفزازية والنهب الممنهج واستغلال الحاجات الانسانية، فبعد الكشف عن تورطها بافتعال الحرائق في الأراضي الزراعية شرقي الفرات في الجزيرة، أكدت مصادر إعلامية بأن «قسد» أخذت من السعودية ملايين الدولارات بحجة تعويض الفلاحين عن خسائرهم، إلا أن عناصرها سرقوا المبلغ بأكمله.
ويعاني مخيم الهول من حالة فوضى وتوتر بسبب حالة الفلتان الأمني المتفشية فيه وبسبب مرتزقة «الأسايش».
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 11-7-2019
رقم العدد : 17021