سوء.. لا حسن نية

لا أعرف ما إذا كانت المديرية العامة للجمارك قد أحكمت قبضتها على طرف أو منتصف أو نهاية خيط النوع الجديد من الفساد القادم إلينا من الأقبية والسراديب المظلمة للمخرّبين والمهرّبين الذين وصلوا في ارتكاب موبقاتهم حدّ التلاعب بالمياه المعدنية طمعاً وفجعاً وجشعاً بالكسب غير المشروع.
الجمارك نجحت في إطباق خناقها على معمل لتعبئة المياه المعدنية يحوي لصاقات مزوّرة تحمل اسم ماركتي بقين والفيجة إضافة إلى خزانات مياه وأجهزة كبس وآلة تصوير وطابعة لتغليف عبوات المياه التي يتم تعبئتها من خزانات على الأسطح معرّضة للشمس وغير معروفة المصدر، لتريح وتزيح بشكل مؤقت كابوس هذا السم الذي تمّ دسّه في دسم أسواقنا وبيوتنا وموائدنا وزجاجات حليب أطفالنا ومستشفياتنا..، لينتقل الشارع من مرحلة تنفس الصعداء إلى مرحلة حبس الأنفاس مجدداً بانتظار جواب أهل الحل والربط فيما إذا كانت هناك معلومات حول وجود صنّاع سمّ جدد، أم إنّ ما قامت به الجمارك مشكورة هي الضربة الأولى والأخيرة في هذا الملف الخطر الذي ما كان له ليتحقق لولا المعلومات التي لم تسقط إلى داخل المديرية العامة (بالمظلة)، وإنما جاءت نتيجة التعاون والتنسيق والتواصل الدائم مع بعض الغيورين على الأمن العام والصحة والسلامة العامة الذين لم يرتضوا لهذه البذرة السامة أن تنمو وتكبر لا داخل إحدى المزارع بمنطقة عرطوز البلد التابعة لمحافظة ريف دمشق، ولا في أي متر مربع في سورية.
هذا الشكل الجديد من الجرائم الصحية والاقتصادية (التي لا تخطر إلا على بال الشياطين) يجب أن يلازمها ويوازيها نص تشريعي يتميّز عن غيره من المواد القانونية ليس لجهة رفع سقف الغرامات إلى حدودها العليا فحسب، وإنما مضاعفة عقوبة الحبس أيضاً أضعافاً مضاعفة، كون حسن نية من يقترف مثل هكذا جرم غير موجودة لا من قريب ولا من بعيد، ولم يسمع بها من قبل، وإنما سوء النية لوحدها دون غيرها هي التي كانت حاضرة من المرحلة التمهيدية (التفكير والتخطيط) إلى التحضيرية (تهيئة المكان والمعدات والتجهيزات) وصولاً إلى المرحلة التنفيذية واقتراف الفعل، ومنها إلى خلف القضبان الذي يتسع له ولأمثاله.

عامر ياغي
التاريخ: الاثنين 15-7-2019
الرقم: 17024

آخر الأخبار
أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً