قادرون

كل المؤشرات تؤكد أن العربة على السكة الصحيحة ولاسيما لجهة متطلبات المرحلة القادمة التي يبدو أن وثيقتها باتت بمراحلها الأخيرة من خلال خارطة وطنية سترسم التحركات القادمة مع نقاط الضعف والقوة وكيفية تجاوزها.
إذا هي رؤية من الإنتاج المحلي السوري وبخبرات وطنية وتمويل ذاتي بعيدا عن أي إملاءات خارجية لاقتصاد سوري قوي يحقق الاكتفاء الذاتي لأكثر من عشر سنوات قادمة.
لكن ورغم أهمية الوثيقة الوطنية لسورية ما بعد الحرب والتي سترسم معالم خارطة الطريق للاقتصاد السوري، إلا أن حالة من عدم التفاؤل تسود الظرف الحالي نتيجة المعطيات الاقتصادية الراهنة وخاصة المستوى المعيشي للمواطن الذي بات بمراحل متدنية لذلك فإنه من الأفضل وقبل التفكير بأي خارطة مستقبلية التركيز على تأمين المتطلبات الأساسية للمواطن في ظل أزمات معيشية خانقة.
لاشك أن تحديد هوية الاقتصاد للمرحلة القادمة أهم ما تحتاجه تلك الوثيقة خاصة مع بلد يعاني حربا اقتصادية لذلك نحن بحاجة إلى أسلوب مختلف بالخطط الاقتصادية وتحديدا المتعلقة منها باقتصاد السوق، نتيجة العقوبات الاقتصادية التي فرضت علينا وبدأت آثارها بشكل واضح على المستوى المعيشي للمواطن.
وفي الحالة السورية لابد من التركيز على عدة عوامل منها النمو الشامل وديمومته، وعدم تعرضه للانتكاس إضافة إلى التمكين الاقتصادي في كافة القطاعات عبر توفير فرص الاستثمار والعمل المتساوية للجميع، مع سياسات تمكينية تكون أفضل من سياسات الدعم المباشر.
وهنا لابد من التوجه نحو دعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بشكل جدي وخاصة أن كل المسميات والهيئات التي أسست لهذا الغرض كانت بعيدة كل البعد عن وضع الآليات الحقيقية للنهوض بهذا القطاع الرائد والذي حقق لاقتصاديات عالمية نموا اقتصاديا لافتا وليس آخرها الصين.
نحن أمام تحديات كبيرة تحتاج إلى قرارات كبرى من خلال إجراءات خاصة للخروج من عنق الزجاجة وصنع قرار اقتصادي سليم يلبي حاجاتنا الاقتصادية الملحة ذات الأولوية.
بالطبع الأمر ليس بنزهة وندرك جميعا كمواطنين ومسؤولين حكوميين أنه قد يكون من الصعب العودة بالاقتصاد السوري كما كان قبل الحرب على سورية نتيجة حجم الدمار الهائل الذي لحق بمقدراتنا لكن يبقى الأمل والعمل والعزيمة والثقة بأننا قادرون على إعادة بناء الحجر والبشر وخاصة استثمار تلك الكفاءات البشرية التي كان لها دور كبير في النهوض بالعديد من الدول في العالم فكيف إذا كان الأمر يتعلق بسوريتنا.
ميساء العلي

التاريخ: الأربعاء 24-7-2019
رقم العدد : 17032

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً