«مَنْ يسرق العيد؟»

 لكل مناسبة احتفالية، ولكل عيد من الأعياد طقوس خاصة لها تاريخ طويل.. والأعياد الدينية تأتي في مقدمة تلك الاحتفالات لما يحيط بها من قداسة، ومهابة في النفوس.
وعيد الأضحى الذي اقترن بالذبيحة، وبتأدية فريضة الحج تحظى أيامه بالروحانية، والمعاني السامية.. فمع تكبيرات العيد هناك غائب ندعو له بالحج المبرور، والسعي المشكور.. وفقير تسقط الصدقة في يده وقد سبقها الأجر والثواب عند الله.. وصلة الرحم معقودة بين أفراد الأسرة الواحدة مهما تباعدت أواصر القربى.. والزيارة لمراقد الأحبة تحت الثرى داعين لهم بالرحمة والغفران.
والصغار يبتهجون فرحين بما اتاهم به العيد من ثياب جديدة، ومبالغ نقدية هي من (العيدية)، وحلوى لذيذة، وأطعمة مميزة.. هذا إلى جانب السعادة التي تغمر الجميع عند توزيع لحم الأضحية على فقراء ربما لا يذوقون هذا الطعام إلا من العام إلى العام.
كل هذه الإيجابيات التي تأتي بها مناسبات الأعياد والدينية منها على الأخص لا تنفي سلبيات تأتي على الطرف المقابل، قلما تحدثنا عنها لأننا ننشغل بالمباهج عن المنغصات التي ترافق مواسم الأعياد وقد عقدت مواسمها معها.. وكأنه حرام على الفرح أن يكون صافياً، وخالصاً.. فإذا ببعض تجار السوق ممن يتطلعون إلى الربح السريع يطرحون بضاعة لا تستوفي شروطها الصحية لتكون سلعة رائجة طالما أن الطلب عليها يزداد في أيام العيد، وهي لا تبدأ بالأطعمة المغشوشة، والمفرقعات، وألعاب الأطفال المحظورة كتلك البلاستيكية الرخيصة، والجذابة بما يكفي لأن يقبل الصغار على شرائها، أو الأخرى التي تنصب للمناسبة في الأماكن المفتوحة دون شروط السلامة اللازمة التي يجب أن تكون دقيقة وصارمة حتى لا تقع الحوادث المؤسفة.. والألعاب على تنوعها هي التي تأتي بالدرجة الأولى مما يفضله الصغار في إجازتهم المفتوحة نحو المرح، والفرح دون حساب للمحاذير، والمخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها.
أما الكبار فهم أيضاً ليسوا بمعزولين عن هذه الدائرة التي يجدون أنفسهم قد دخلوا إليها مأخوذين بفرحة العيد دون حساب لما هو مسموح، وما هو ممنوع.. والسينما تأتي في رأس قائمة الترفيه، وقد تكون بديلاً عن النزهات ليقصدها الكبار مع أبنائهم بعد أن يصطفوا في طوابير الحصول على التذاكر، وليفاجؤوا بعد عناء أنهم أمام أفلام هابطة، ورديئة صنعت خصيصاً للعيد.. وكأن هذه المناسبة هي فقط لاصطياد رواد السينما، وخاصة من المراهقين، رغم ارتفاع أسعار تذاكرها، واكتظاظ مقاعدها، وليخرج المشاهد بعد أن كان شاهداً على ما يقترف بحقه، وقد أضاف إلى قاموسه اللغوي بعضاً من الألفاظ الخارجة، والخادشة، وإلى ذاكرته البصرية مشاهد لا تخلو من العنف، والابتذال.. وصاحب العروض يبرر بعد أن امتلأت الجيوب بالنقود بعبارة: (الجمهور يريد هذا).
أما وقد أصبحت أفلام العيد في السنوات الأخيرة تحقق أرباحاً غير مسبوقة، وتحظى بأعداد كبيرة من رواد السينما بعد أن أتقن صانعوها أساليب الدعاية، وعرفوا كيف يجذبون إليهم الكبير قبل الصغير، فهل حقاً كان الجمهور يريد هذه العروض الرديئة ليسعى إليها بوقته وماله، ويخرج منها نادماً، ومتأسفاً على ما هدره من وقت وما أنفقه من مال؟
وهل كان الأطفال الذين يقعون ضحاياً الغش في ألعاب يتوقون إلى الحصول عليها، أو ممارستها، وأطعمة يشتهونها.. أقول هل كانوا هم وأهاليهم يتوقعون أن تقع لهم الكوارث التي لم تأتِ مصادفة بل كانت أسبابها متوافرة؟
لكنه العيد.. وهو يأتي منذ أزمان وأزمان.. إيقاعه لم يتغير.. لكن الواقع ربما تغير.. فبعد أن كان العيد أيام زمان قناعة بما هو موجود ولو كان قليلاً.. أصبح قناعاً يخفي تحته السموم.. سموم من يسرق الفرحة ليحولها إلى غصة.
إلا أن الأمل باقٍ بعيد هذا العام.. يصدح بالفرح دون حوادث، ودون آلام.

لينا كيلاني
التاريخ: الجمعة 9-8-2019
الرقم: 17045

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة