ردع العدوان

 

 

 

تمضي إدارة أردوغان في مخططها العدواني دون أدنى التزام بالمعاهدات والاتفاقيات التي وقعتها وتعهدت بالالتزام بها سواء في لقاءات آستنة أو في اتفاق سوتشي الموقع في السابع عشر من أيلول من العام الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو في لقاءات القمم الثلاثية مع كل من روسيا وإيران أو غيرها من اللقاءات الدولية، حيث تعلن تركيا التزامها الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية وكان آخرها التوقيع على محضر الجولة الثالثة عشر لمنصة آستنة التي عقدت في الأول والثاني من آب الجاري، إذ ذهبت التصريحات إلى حدود بعيدة من التفاؤل بإمكانية المضي في تنفيذ اتفاق خفض التصعيد في محافظة إدلب ليظهر سريعاً خلاف ذلك على الأرض من خلال استمرار المجموعات الإرهابية بعدم الالتزام بالاتفاق وخرق الهدنة في ظل عملها تحت مظلة الاستخبارات التركية وهي تدعمها وتقدم لها المعلومات اللازمة وتشرف على جميع أعمالها العدوانية.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد المتوقع، فقد عادت نغمة المنطقة العازلة للظهور بنشاز كبير بعد الإعلان عن اتفاق بين واشنطن وأنقرة في هذا الشأن والعمل على سرعة التنسيق لتطبيق بنود هذا الاتفاق، الأمر الذي يعيدنا إلى بدايات العدوان الإرهابي على سورية والتنسيق المتقدم فيما بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا ودول الخليج والتنظيمات الإرهابية قبل اكتشاف خطأ تقديراتهم وعدم معرفتهم بسورية وحقيقتها المجتمعية، وهم اليوم يعاودون اجترار الأوهام بذات الأسلوب يحكمهم الوهم بإمكان تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه باستخدام أقذر الوسائل على مدى أكثر من ثماني سنوات ونصف.
الاتفاق الأميركي التركي بشأن المنطقة العازلة المتوهمة لا يعدو كونه محاولة يائسة في فترة حرجة يواجهها أردوغان في الداخل التركي توافقت مع مخطط ترامب لاستعادة جنوده قبل بدء الحملة الانتخابية للرئاسة واستبدال القوات متعددة الجنسية وربما قوات تركية مضحياً بأدواته من عصابات قسد الإرهابية وشخصيات مسد من سياسيين ارتضوا لأنفسهم بيع ضمائرهم وولائهم لواشنطن والغرق في وعود لم يتحقق واحد منها في أي بقعة من العالم.
الحسابات الأميركية والتركية لا تدرس الواقع ولا تحسن التقديرات وهي محكومة بالمصالح الآنية لكل من ترامب وأردوغان الباحثين عن مخارج كبرى لهما، وهذا ما شكل عامل التقاء مرحلي أنساهما الحقائق الموجودة على الأرض، تلك الحقائق المتمثلة في الشعب العربي السوري وجيشه الباسل، بما تم إنجازه من انتصارات على الإرهاب غير خاضعة لمقاييس ومعايير مشهودة، وهي العامل الأساس في المعادلة التي لم يحسب حسابها كل من ترامب وأردوغان.

مصطفى المقداد

 

التاريخ: الأثنين 12-8-2019
رقم العدد : 17048

آخر الأخبار
محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات عزيز موسى: زيارة الشرع لروسيا إعادة ضبط للعلاقات المعتصم كيلاني: زيارة الشرع إلى موسكو محطة مفصلية لإعادة تعريف العلاقة السورية- الروسية أيمن عبد العزيز: العلاقات مع روسيا لا تقل أهمية عن العلاقات مع أميركا وأوروبا الشرع وبوتين : علاقاتنا وثيقة وقوية وترتبط بمصالح شعبينا المكتب القنصلي في حلب.. طوابير وساعات من الانتظار بوتين والشرع يؤكدان في موسكو عمق الشراكة السورية الروسية