عندما نريد أن نتحدث عن الحب لابد لنا فوراً ودون أي تردد أن نتجه إلى سورية… سورية الأم, والتاريخ, والإنسانية, التي جمعت كلّ من زارها بين جناحيها وفي قلبها الرؤوم.
الحديث عن الحب قد يبدو بسيطاً وميسوراً للوهلة الأولى، لكنه في منتهى التعقيد والتشابك والدقة، لأن النفس البشرية التي تتكون فيها الكثير من المشاعر والعواطف والأحاسيس المتشابكة, تتضارب وتتعارض مع الارضية الاجتماعية المتأرجحة.
لكن لابد أن نتحدث عن الحب بعد الذي رأيناه من السوريين خلال الأيام القليلة الماضية, ونعني خلال فترة الأعياد المختلفة التي احتفل بها السوريون من مختلف الأطياف.
ثماني سنوات من الحرب والمشهد ذاته الذي اعتدنا عليه قبل عشرات السنين لابل هو أكثر من ذلك… السوريون على اختلاف مشاربهم مجتمعين متكاتفين ليعيشوا حالة الفرح والسعادة والحب الذي كونته سورية عبر سنين طوال.
هذه الأرض بجبالها وسهولها وبحرها كانت وماتزال حاضنة حقيقية لأبنائها, وهي الشاهد الأقوى لمعارك الشرف التي خاضها رجال الحق من أجل أن تبقى مليئة بالحب والطهارة ولايدنسها الجهلة والمجرمون.
في أعياد سورية التي يعيشها السوريون هذه الأيام لابد أن ننحني لأرواح الشهداء الذين علّمونا ماهو معنى الحب والتضحية في سبيل عزة الوطن وكرامته.. ولابد أن نقدم الشكر والعرفان للمرابطين في كل مكان على أرض سورية, للذين يبتسم لنا الصباح إذ يبادلوننا التحية والترحيب في أي مكان.
فلنهنئ أنفسنا بما صنعناه, ولنعتز ونفتخر بأن مساكب النور والإنسانية كانت وماتزال من هذه الأرض, وبأن الحب هو من صان كرامة الوطن وأعاد الحق إلى أصحابه, وأن السوريين بنوا تاريخهم المفخرة بأحرف من نور ونار.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 21-8-2019
رقم العدد : 17052