ببساطة

 

لم ينجُ مشروع قانون الاستثمار الذي وصفه وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بأنّه سيغير خريطة الاستثمار في سورية من الانتقادات وأهمها عدم قدرته على تذليل العقبات التي تعترض مناخ الاستثمار.
في الواقع من الطبيعي في أي مشروع مهما كان محكماً توجيه اقتراحات أو أفكار جديدة ربما لم يتنبه صانع القرار إليها عند رسم المشروع وهذا الأمر لا يعني أن مشروع القانون المعدل لا يتضمن العديد من المواد الإيجابية التي لم تلحظ بالقانون الحالي.
بكل الأحوال تدل المؤشرات الحالية على أن البيئة الاستثمارية في سورية وضعت على السكة الصحيحة بانتظار الإعلان النهائي لمشروع قانون الاستثمار الذي سيؤطر الناحية القانونية لمستقبل الاستثمار لمرحلة إعادة الإعمار تزامناً مع قانون التشاركية الذي تعول عليه الحكومة في عملية البناء والإعمار.
لا يختلف اثنان على أننا أمام واقع استثماري متعطش لجرعات عالية المستوى من الدعم والاهتمام والقرارات والإجراءات الحكومية التنفيذية على أرض الواقع، الأمر الذي يتطلب البحث في السبل الكفيلة لجذب رؤوس الأموال المهاجرة وتشجيعها للعودة للوطن والاستثمار في مشاريع وقطاعات استراتيجية وتذليل العقبات أمام المغترب السوري ليفتح الباب فيما بعد أمام تدفق الاستثمار العربي والأجنبي.
لذلك ينتظر الجميع قانوناً يحقق من خلاله استقراراً في التشريع لمرحلة لا تقل عن أربع سنوات قادمة، بما يخدم المستثمر ويمنحه المزيد من الاطمئنان والأهم تركيزه على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وإقراضها وتحفيز المنشآت متناهية الصغر في الحصول على الترخيص ما سيسهل على كافة الجهات تقديم الدعم من احتضان ورعاية وتقديم القروض وتأمين التدريب وتقديم كافة المساعدات الكفيلة بإظهار هذه المنشآت التي تعمل في الظل دون ترخيص.
والأهم من كل ذلك توحيد المظلة التشريعية الاستثمارية بحيث لا يترك الاستثمار رهينة لإجراءات كل وزارة وجهة ومزاجية موظفيها بمعنى وجود قانون واحد وجهة واحدة يتعامل معها المستثمر ويحقق المنفعة المشتركة.
بالمحصلة فإن التشريعات والقوانين الوضعية هي من صنع البشر وبالتالي لا تكتسب صفة القطعية أو الترفع عن مراجعتها حينما يعتريها بعض القصور عن توفير متطلبات الواقع لذلك يمكننا تعديل أي مشروع قانون أو تبديله بهدف مواكبة التطورات الحاصلة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والخدمية المختلفة ومنها قانون الاستثمار.

ميساء العلي

التاريخ: الأربعاء 21-8-2019
رقم العدد : 17052

 

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا