خديعة المكان..

«نحن بمكانٍ ما هناك..
نحن بتنا بالماضي»..
معلّقين إلى لحظةٍ مضت.. متشبثين بها، بحكم منطق العادة.. غافلين عن محاولات إزاحة غبار ما مضى.
سوف تعترف أنها كما الثعبان، (ثعبانٌ يجرّ جلده القديم معه لفترة طويلة).. يخبّئه عن محيطه.. ويطمس عينيه عن الكثير مما قد يوفر له فرصاً جديدة.
في فيلم (الجامدات، Laggies) تعترف «ميغان، كيرا نايتلي» بذلك لمن يُفترض أنه حبيبها.. وبمجرد أن تغير مكانها ومجموعة ظروف تحيط بها تكتشف أشياء عن نفسها لم تكن تدركها قبلاً.. سوف تميّز أنهما ينتميان للماضي.. للماضي فقط..
وأي إمكانيات يوفرها العيش في الماضي..؟!
بدوره، وتلقائياً، توقّع أنه حصل على مكانه حين حصل على عمل وعلى عائلة.. ليكتشف أن الأمر لا يسير على هذا النحو..
هذا ما نطق به «كريغ، سام روكويل» في لحظة مواجهة مع مَن ظنّ أنها تبادله مشاعر الحب..
ربما هي خديعة الظرف/الظروف التي نخلق ضمنها.. تغلّف عيوننا وإدراكنا بما لاتجاوز أبعاد أسوار المكان الذي ننتمي إليه..
هل حقاً يوجد مكان ننتمي إليه أكثر من غيره..؟!
ما الذي يحدد ذلك..؟
أبعاد الحياة سوف تبقى محدودة مكبّلة ومنقوصة حين نرتضي حسبة الانقياد إلى ظرفٍ يربطنا إليه ويمنع عنا كل قدرة على العيش خارج إطاره..
قليلٌ من انزياحات مكانية، ولو لحظية، تخلق تكشّفات ورؤى جديدة.. لعلنا لا نستطيع إبصارها من موقعنا الحالي.. شرط ألا يوقعنا ذلك بفخ «الوهم»..
فالقدرة على تحريف مسار إحداثيات يومياتنا ولو لفترة بسيطة.. يجعلنا أكثر قابلية على رؤية جماليات مكاننا الحالي وربما القادم.. إذ «لا يمكننا تجاهل ما نريده طوال الوقت، لأجل مستقبل وهمي..» وكل ما في الأمر أن نسعى وراء إحساسنا الأصيل الذي يمنحنا ميزة معرفة ما يناسبنا من عدمه.
لميس علي
lamisali25@yahoo.com
التاريخ: الخميس 22-8-2019
رقم العدد : 17053

 

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي