في كل مرة يأتي بها موعد معرض دمشق الدولي نشعر بأن ثمة حياة جديدة تدب في نفوسنا, السوريون كخلية نحل, يصلون الليل مع النهار لايعرفون الملل أو الكلل, مستمرون في عطائهم الذي عمره آلاف السنين.
اليوم على امتداد مساحات شاسعة يُفتتح معرض دمشق الدولي أحد الظواهر الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي يعتز بها السوريون على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن.. هذا المعرض الذي شاركت فيه معظم دول العالم شكل سوقاً تجارياً لعرض التطور الصناعي في أغلب دول العالم.. ورافق فعاليات المعرض تصاميم بصرية خاصة به, وإصدار عدد من الطوابع البريدية ويانصيب خاص به… والأكثر أن على أرضه صدحت حناجر أهم المطربين الكبار فكان محط أنظار في الداخل والخارج.
وعاد الصيف ياشام.. نعم عاد.. وعاد معه نبض الانتصار الذي يومض في أرواحنا ووجداننا, عاد ليستقبل من جديد أهل الثقافة والأدب والاقتصاد والتجارة والصناعة, وليؤكد أن سورية المعجزة, العظيمة, الأبية, كانت ولاتزال شاطئ المتعبين, وأن جيشها وشعبها ماضيان إلى مستقبلهم المشرق فهم ابناء الحياة وأصحاب الحق الذين لن يحيد يوماً عن الحفاظ على قدسية الأرض والعرض.
في أيامنا هذه نمضي فخورين نحو منابع النور, بإرادة لاتعرف المستحيل, فالأرض التي توضأت بالنور واغتسلت بدماء الشهداء ستظل طاهرة مقدسة مزدهرة… نعم.. عجلة الحياة تدور, والسوريون يتعاضضون في ساحات الوطن كي يوقظوا الحياة في مفاصله من جديد, ينهضون كطائر الفينيق ليستعيدوا مجداً حاول الجهلة النيل منه.
اليوم غير كل يوم… فبعد الانتصار في ساحات الوغى هاهي الحياة توهب جمالها وبهاءها وسلامها للجديرين بها, وليس للمتخاذلين المتآمرين الذين غادروا أذلاء مدحورين يجترون خيباتهم إلى غير رجعة.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 28-8-2019
رقم العدد : 17058