هي دمشق تخط ببندقية حماة ديارها الانتصارات تلو الأخرى، ليأتي الخبر العاجل من قلب الميدان مفنداً كل ما يُبث من إشاعات مغرضة، وأقاويل وروايات ملفقة، وليؤكد المؤكد بأنه هنا في سورية وعلى امتداد التراب السوري يٌحشر إرهابيو الارتزاق من كل حدب وصوب، وفي أوكارهم يسحقون، وعلى ميقات تقدم أبابيل بواسل جيشنا يهزمون في خان شيخون ومعرة النعمان والتح وتلمنس ومعرشورين وجرجناز والدير الشرقي بريف إدلب الجنوبي.
أما عن ضامن الإرهابيين العثماني فحدِّث عن ترهاته ولا حرج، فهي أطماعه تصاب في مقتل أمام عينيه، فيرتفع عويله، كما يزداد منسوب الإجرام في شرايين إنسانيته المتكلسة، ويترافق هذا كله مع ارتفاع حرارة عنترياته الجوفاء، ليعود (السلطان) المسكون بشهوة الإرهاب واللصوصية والبلطجة إلى الهلوسة بمنطقة إرهابييه الآمنة التي يريدها طوق نجاة لنصرة إرهابيي نصرته وعائلاتهم.
(وفي حال ماطل الأميركي في إقامة (المنطقة الآمنة) فلدينا خطتنا).. قالها أردوغان متوهماً بأنه صاحب قرار، أو أنه يملك حقاً شرعياً على الأرض السورية، يخوله بأن يفصل من القرارات الميدانية ما يتناسب وسموم مصالحه الاستعمارية.
هنا يمكننا الجزم بأن مختل الباب العالي أساء التقدير كثيراً عندما أعطى لنفسه ولأذرعه الإرهابية في الشمال وزناً وحجماً لا وجود له أصلاً، وبأنه خسر كل رهاناته عندما قامر بأوراق إرهابية محروقة لتغيير إحداثيات الميدان بما يطفئ جذوة غله المتقدة، فكل مغامراته الدونكيشوتية ولهاثه المستميت لنهب الشبر تلو الشبر من الأراضي السورية تعود بخفي حنين دون أن يتعظ أو يعتبر.
في العيون السياسية يترقب أردوغان عقارب ساعته للقاء الرئيس بوتين، وفي حقيبته الدبلوماسية المزيد من الألغام والأحزمة الناسفة لكل مسارات الحل السياسي، وعلى لسانه الكثير من الافتراءات والاتهامات المسيسة، أما أهواؤه المثقلة بالعدوانية فنراها ترنو نحو إدلب.
رسائل دمشق وموسكو بأنه لن يكون هناك أي مكان للإرهاب على الأراضي السورية، وبأنه لا يمكن السماح للإرهابيين المنتشرين في إدلب بمواصلة استهداف الأحياء السكنية ومواقع الجيش العربي السوري وقاعدة حميميم، يبدو بأنها لم تصل إلى ذهن الواهم العثماني بعد، أو أنه لا يريدها أن تصل، وسواء وصلت أم لم تصل، فالنصر السوري وزوال الإرهابيين ومشغليهم حتمي، وتبقى العبرة في الخواتيم.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 28-8-2019
رقم العدد : 17058