منذ اللحظة الأولى التي أفشلت فيها وسائط دفاعنا الجوي العدوان الصهيوني الأخير بالصواريخ على محيط دمشق، وأسقطت أغلبيتها قبيل بلوغ أهدافها، فإن هذا الكيان العنصري الإرهابي شرع بترويج الأكاذيب وتضليل الرأي العام الداخلي والخارجي، بدءاً بأسباب العدوان وغاياته، وانتهاءً بنشر الأخبار والصور المفبركة عن تدميره للأهداف التي قصفها.
فالتضليل الإعلامي الذي رافق العدوان، وتبعه بساعات، يذكرنا بالتضليل ذاته الذي انتهجته منظومة العدوان على سورية خلال حربها العدوانية على سورية منذ ثماني سنوات وحتى اليوم، والذي كان يركز على النجاحات المزعومة في دحر الإرهاب، مع أن الوقائع تؤكد دعم المنظومة له بدل محاربته.
فمنظومة العدوان على سورية دأبت بقيادة أميركا، وعلى مدى سنوات الأزمة الثماني، على نشر الأكاذيب حول محاربة الإرهاب ومكافحة داعش المتطرف وأشباهها من القاعدة والنصرة، في حين كان قصف طائراتها يستهدف المدنيين الأبرياء ويدمر قراهم وممتلكاتهم.
لا بل ما يلتفت الانتباه أكثر أنه خلال سنوات العدوان الطويلة كانت هذه المنظومة، ومع كل فشل لها أو انتصار للجيش العربي السوري على أدواتها، توعز للكيان الإسرائيلي للقيام بعدوان مباشر على سورية علَّها تنقذ ما يمكن إنقاذه من أجنداتها المشبوهة وأدواتها المتهالكة، وما جرى من انتصار في خان شيخون لجيشنا الباسل وما تبعه من عدوان إسرائيلي مباشر خير شاهد على ذلك.
اليوم مع هذا العدوان يقوم كيان الإرهاب الإسرائيلي بنشر مقاطع فيديو مفبركة أو قديمة مدعياً أنها إصابات لأهداف العدوان، في خطوة تؤكد محاولته للتغطية على فشل هجومه العدواني، وفي خطوة تكشف مدى خيبته وخيبة محور العدوان ومنظومته بالكامل.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 28-8-2019
رقم العدد : 17058