يعاني الجميع تدني مستوى الخدمات المقدمة رغم الكثير من المرونة التي أظهرتها الجهات المعنية والمراكز الكثيرة التي تقدم الخدمات للجميع، والأمر يعود لقلة التنسيق بين الجهات العامة لتجاوز تفاصيل صغيرة وعدم تفويض بعض الصلاحيات.
الواقع أن الكثير من المعنيين يبدأ العمل بخطوة ناقصة ويفضل العمل باستعجال على مبدأ التلميع وكسب الرأي العام دون حساب النتائج مع العلم أنه قادر على كسب الرأي العام والثقة معا، من زار معرض دمشق خلال اليومين الماضيين اكتشف أنه قادر أن يشتري الخبز من الفرن وان يحصل على براءة ذمة من المرور وعلى إخراج قيد وان يحجز عقارا في المدن الصناعية وان يحصل كذلك أيضا على عدد من الخدمات الأخرى.
أحد الأشخاص المقيمين بدمشق تم تبليغه في دمشق للمثول أمام القاضي في بانياس لارتكابه جرم سرعة زائدة في بانياس وبالتالي عليه إما الحضور شخصيا أو تكليف محام للقيام بذلك، والقيام بهذا الأمر يكلف بحدوده الدنيا أكثر من خمسين ألف ليرة سورية، علما أن قيمة المخالفة هي 25000 ليرة سورية، والسؤال ألم يكن بمقدور الجهات المعنية ترك الأمر مفتوحا بمراجعة المخالف لأي قصر عدلي في أي محافظة؟ ان لم يكن متاحا هذا الأمر قضائيا ألم يكن ممكنا ان تقوم الجهة التي خالفت السيارة بتحويل المخالفة إلى القصر العدلي في نفس المحافظة المُسجلة فيها السيارة؟ كم هي تكلفة التبليغ للمخالف، وكم شخصا تناوب عليها حتى وصلت إلى المُخالف؟.
قد يقول البعض إن ما سبق ذكره تفاصيل صغيرة، ولكن كم فيها من الإرباك والمشقة على المواطن؟ إذا كانت الجهات المعنية بهذا الحضور الذي ظهرت به في معرض دمشق الدولي، فلماذا تترك بعض التفاصيل المربكة للمواطن في عملها؟
رد احد المسؤولين على سؤال احد المواطنين عندما سأله: ماذا بعد كل الازمات التي تعرضنا لها؟ قال له: «تاركينا مفاجأة» دائما عندما نوجد حل لأي مشكلة غير محسوبة تفاجئ الجميع.
معد عيسى
التاريخ: السبت31-8-2019
رقم العدد : 17061