ثمة مقولة قديمة صالحة لكل زمان ومكان ,وكما هي في الحياة الاجتماعية كذلك تصلح في السياسة والعلاقات الدولية , ألا وهي (لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة اعيت من يداويها)
نعم الحماقة التي تجر الفظائع والكبائر ليس على من يرتكبها ويبقى فيها , إذا كان بموقع قرار ما , بل هي الكارثة على الجميع , ولكنه في المحصلة سوف يحصد وحده ومن معه النتائج النهائية لها, أردوغان لايمارس فعل الحماقة وحدها , بل يضيف إليها الغباء القاتل , وسوء التقدير وتقوده العنجهية إلى الهاوية التي لا مهرب منها , بل إن الكثيرين ممن يصفقون له , ويزينون ما يقوم به يريدون له أن يصل إلى نقطة اللاعودة إلى حيث يجب أن يكون الفعل الصحيح , وحين تكون الحماقات تجر الكوارث على مصالح المنطقة والعالم , فثمة من يريد لهذه النار وهو بعيد أن تشتعل ليعمل رجل إطفاء , ولتكون مصالحه متحققة بشكل دائم.
في حماقات اردوغان التي ارتكبها بحق بلده أولا وأخيرا الكثير من المنعطفات الحادة التي لايمكن عبورها بسهولة, بل إن بعضها لايمكن أن يتم عبوره أبدا , فالاثمان غالية من محيط أراده متفجرا , وظن انه قادر على الإمساك بخيوط اللعبة لكنها أتت عليه , لن يكون بمقدوره وقد اتضح كل شيء , ان يمضي أكثر في عنجهيته , المشهد يرتد عليه بقسوة , وما كان يظنه حصادا وانجازات , لم يكن إلا خيبات تم الاعداد لها لتنفجر بوجهه , وها قد حصل ذلك , والغريب في الامر انه مازال يصر على انه قادر على التحرك وكأنه لاعب اساسي في المنطقة , صحيح أنه يوجه العصابات الارهابية المتحركة , لكن نهاياتها محسومة على يد الجيش العربي السوري , والمحصلة النهائية تحرير كل شبر سوري من دنس الارهاب والاحتلال , ولن يكون بإمكان أحد مهما كان ان يقف بوجه ذلك.
وسيكون أردوغان عاريا إلا من خيباته وجر أذيال الهزيمة التي تراكمت لتصبح جبلا لايمكن إخفاؤه.
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 8-9-2019
الرقم: 17069