دولار الجيران

 

 

 

يمضي الدولار في طريق لا تزال نهايته غير مرئية وتلحق به أسعار السلع والمنتجات والتجهيزات دون الالتفات لأي من الأصوات التي يطلقها المواطنين وكذلك دون احتساب تأثير الدولار عليها.
ليس لدى المصرف المركزي ما يقوله أو ما يفعله، المصرف يمول المستوردات وليس من وظيفته مراقبة الأسعار، وليس من مهامه ضبط التجار الذين يستوردون بدولار الدولة على سعر 438 ويبيعون على سعر يقارب 700 ليرة رغم عدم بلوغه ذلك.
معالجة وضع صرف الدولار يحتاج إلى جهود حكومية مع المصرف المركزي ويحتاج الأمر لوقت أطول مما يتوقعه البعض وليس لأحد أن يجنب معرض دمشق ما يشهده سعر الصرف، و سيزداد هذا الأمر مع طرح المواد التي تم السماح بإدخالها للمشاركة بالمعرض إلى الأسواق، فالتجار أدخلوا كميات كبيرة مستفيدين من المزايا التي مُنحت لهم، وبعد أيام سيقومون بطرحها في الأسواق ومن ثم تحويل قيمتها إلى دولار وهذا سيشكل طلباً كبيراً على الدولار وبالتالي تغير سعر صرفه أمام الليرة، وكان يجب الانتباه إلى هذا الأمر و خفض المبلغ المسموح إدخال مواد بقيمته للمشاركة بالمعرض، ولا شك أن ذلك أثر على سعر الصرف.
هناك أيضاً عقود الأمم المتحدة والتي تشكل رقماً مهماً بالدولار، ولكن من يقوم بتنفيذها شركات خارجية لإحجام المقاولين المحليين لأنهم يقبضون على الدولار الرسمي، فيما العارض الخارجي يقبض دولاراً من مصارف دول الجوار، أي المقاول الخارجي يأخذ فرصة المحلي، فبدل أن تدخل هذه المبالغ إلى الأسواق السورية تذهب للأسواق الخارجية.
دولار الحوالات يتم تحويله لدول الجوار أو عن طريق أشخاص داخل البلد للفارق بين سعره في المركزي والسوق السوداء، فما الذي يمنع تسليمه بالدولار للمواطن وبالتالي تتحقق بعض الوفرة في السوق المحلية وهذا سيكون له أثر في خفض سعر صرف الدولار وتوفره على المدى الطويل.
الأمر ليس بهذه السهولة ويحتاج إلى تضافر جهود من الخاص والعام لأن العام مرونته محدودة واتجاهه واحد، والموضوع يحتاج لنفس طويل، ولكن ليس الصمت القاتل الذي أظهر حالة عجز رسمي وكشف ضعف أداء وتخبط دفع المواطن والبلد ثمنه.

معد عيسى
التاريخ: الثلاثاء 10-9-2019
رقم العدد : 17071

 

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب