الأرقام

 

أعلن في أعقاب جلسة مجلس الوزراء في ١٦ أيلول الجاري أن وزارة الأشغال العامة والإسكان قد بدأت بالفعل تنفيذ المصفوفة الأولى من محاور المؤتمر الوطني للإسكان المتمثّلة (بالبيانات والإحصاء)، وبدا الخبر لافتاً للانتباه لأهمية السكن في حياة الناس ذلك أن الإنسان وخلافاً لكل الكائنات الأخرى على وجه الأرض لا يستطيع أن يعيش وبالتالي أن ينتج، دون أن يقيم في مسكّن.
ومن يتابع مسألة السكن في سورية لا بد أنه انتبه إلى تضارب في الأرقام، ففي مؤتمر للتعاون السكني، قبل عامين، قيل إننا بحاجة إلى مليون وخمسمئة ألف مسكّن جديد. ثم قيل في محفل آخر إن احتياجاتنا هي ثلاثة ملايين مسكّن – غير متجاهلين ما دمرته الحرب على سورية، وصعوبة إنجاز مسوح ميدانية في مناطق ساخنة وغير آمنة سيطرت عليها لفترة من الزمن قوى إرهابية شغوفة بالتدمير والقتل والسرقة. وقبل انعقاد المؤتمر الوطني للإسكان بأيام قال السيد وزير الأشغال العامة والإسكان: إننا لا نملك رقماً عن عدد المساكن التي تحتاجها سورية في المرحلة الراهنة، وأخذ المؤتمر على عاتقه إيجاد السبل للوصول إلى أرقام دقيقة. وهذا مجرد مثال وثمة أمثلة كثيرة عن أغلب قضايانا المحلية التي نفتقر فيها إلى الأرقام الدقيقة والصحيحة وقد يكون أهمها أن نعرف كم عدد سكان سورية، بعد كثير من الأخطاء التي ارتكبت نتيجة الاستناد إلى أرقام إحصاءات قديمة واللجوء إلى لعبة النسب بشأن التزايد السكاني والولادات والوفيات والدخل والإنفاق. يقول مدير المكتب المركزي للإحصاء في حديث لصحيفة الاقتصادية مؤخراً، إننا لم نجز إحصاء علمياً صحيحاً منذ العام ٢٠٠٤ ويرى ضرورة إجراء هذا الإحصاء في العام ٢٠٢٠ -حكماً- لأنه لم يعد يوجد في المكتب المركزي للإحصاء سوى ٣ موظفين يفهمون بالإحصاء. وهذه الحقيقة تفتح نافذة على مدى احتياجنا إلى الخبراء والمهرة، الذين نفقدهم تباعاً بسبب الإقصاء على الستين، موعد كل عامل في الدولة مع التقاعد، ولو كنّا نعرف لما تباطأنا هذا التباطؤ الشديد في تعديل قانون العاملين الأساسي في الدولة، وكان جاهزاً للصدور أواخر عام ٢٠١٦ بنص يجعل تقاعد عمال الفئة الأولى على الـ ٦٥ سنة.
ورب ضارة نافعة – تأخير قد يقود إلى الاحتفاظ بهم حتى الـ٧٠ سنة بعد تزايد الحاجة إليهم في كل الوزارات والمؤسسات، لعل ما وضحنا يعمق أهمية احترام الرقم وعدم -رميه جزافاً- والسعي إليه بقوة لأنه أساس البناء السليم والحلول الناجعة.
ميشيل خياط

التاريخ: الخميس 19-9-2019
رقم العدد : 17078

 

آخر الأخبار
معرض دمشق الدولي.. ذاكرة جمعية تعكس حيوية المجتمع السوري صورة المواجهة في صيدنايا.. رمز للعدالة والإنصاف في سوريا تشكيل "الحرس الوطني" في السويداء.. مشروع عسكري مثير للجدل بين الانفصال والرفض الشعبي ممارسات غير مشروعة تهدد المهنة في طرطوس.. صيد الأسماك في مهب الريح.. والصيادون أمام خسائر متلاحقة الدوريات الأوروبية.. خسارة أولى للسيتي وميلان وتعثر جديد للروخي بلانكوس مشاركة قياسية في بطولة كأس النصر  اتحاد كرة القدم بلا إدارة؟! الموسم الكروي على الأبواب وغموض يربك الأندية  منتخبنا السلوي للناشئات في بطولة آسيا  رغدان شحادة (للثورة): مواجهة الإمارات ستمنح منتخبنا فوائد عديدة رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب