ثورة أون لاين- أحمد حمادة:
تزعم أميركا أنها أسست التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سورية، لكن الحقائق تؤكد أن هذا التحالف هو الإرهاب بعينه، الذي قتل السوريين الأبرياء ودمر قراهم ومدنهم، وهجرهم من بيوتهم وأراضيهم الزراعية، وهو ذاته الذي عرقل الحل السياسي وأدخله في نفق مظلم جوهره الفوضى الهدامة.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره الرجم بالغيب أو التكهنات أو محاولة اتهام هذا التحالف الإرهابي بما ليس فيه، بل هو حقيقة واقعة وثابتة بالأدلة والصور والمعلومات الموثقة من قبل المنظمات الدولية الإنسانية.
لا بل إن المفارقة العجيبة أن هذه المعلومات وثقها التحالف الدولي نفسه أكثر من مرة، وعلى مدى سنوات، وحجته أنه قتل هؤلاء الأبرياء بطرق الخطأ المزعوم، وذلك أثناء قصف داعش المتطرف والتنظيمات المتطرفة التي يزعم أنه يطاردها.
وهذه الكذبة (الخطأ المزعوم) التي يسوقها التحالف الدولي سرعان ما تنكشف عورتها، لأن الخطأ المزعوم في القصف وإصابة الأهداف يستدعي تعويض الضحايا الأبرياء والسماح لهم برفع دعاوى أمام المحاكم الغربية ضد من قصفهم وقتل أبناءهم، في حين لا تسمح أميركا وأقطاب تحالفها الإرهابي بأي شيء من هذا القبيل، وتتجاهل حتى مطالب المنظمات الحقوقية الدولية في هذا الإطار.
تحالف لم ير العالم منه في سورية سوى الفوضى والقتل والدمار والخراب وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ومع ذلك مازال يتشدق بمحاربة الإرهاب والدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المدنيين الذين يذيقهم الويلات في مخيمات اللجوء كالركبان والهول وغيرهما، فأي بلطجة أميركية وغربية هذه التي تأتي تحت عناوين الإنسانية والحرية؟!.