لن نذهب إلى رواية عبد الرحمن منيف، مدن الملح، وإن كان العنوان مستلاً منها، لكنه الواقع الذي نراه الآن، ونتابعه عبر وسائل الإعلام كلها، المشهد المتأزم في ممالك الرمال لا ينبيء بخير، وهي بالأصل لا تفعل إلا ما يصب الزيت على النار وتراكم ثروت خرافية، أنفقتها على تكديس السلاح، والليالي الحمراء، ثم جاء من يقول: إنها أبقار حلوب لا بد ذبحها بعد حلبها.
هل المشهد الآن غير ذلك، وما نفع هذه الثروات التي لم يجنِ منها العرب إلا الوبال والخراب والموت والدمار، مقدرات لو صرف منها ولو مبلغاً بسيطاً جداً على التنمية والتطوير وبناء الإنسان لتغير حال الجميع، لكان الأمن الاجتماعي والثقافي السياسي والاقتصادي نتاج المجتمعات، لا يدفع ثمنه من الكرامة والمواقف التي لا تعبر إلا عن الخنوع والذل، أسئلة كثيرة لا بد من طرحها، من الذي قاد المنطقة إلى هذه النقطة التي لا أحد يعرف إلى أين ستصل، وهل يستطيع اللاعب الأميركي أن يضبط إيقاع شهوة الكيان الصهيوني بدفعه (الأميركي) إلى مغامرة مجنونة تكون محرقة نارها الخليج كلها، وربما أبعد؟.
ما يجري لا مصلحة فيه إلا للكيان الصهيوني، مدن الملح التي بدت عاجزة ضعيفة بعد كل تنمرها على اليمن الفقير وزجها بالمال والإرهاب لتخريب سورية، هي اليوم أمام مفترق طرق عبورها قاتل وكارثي، لا بد من يقظة كبرى تعود من خلالها إلى رشدها، ولكن هل تستطيع؟
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 22-9-2019
الرقم: 17080