ثلاثي السقم

 هل فكرت يوماً ما أنك مجرد آلة تعطي وتعطي، ولن يراك الكثيرون غير ذلك، لم يروا أن الآلة هذه التي هي أنت تحتاج صيانة وإصلاحاً كما السيارات الفارهة التي يمتطيها ذوو الأمر، من غيار زيت إلى التشحيم وتغيير الدواليب، وتعمير المحرك، وتلميعها كل ربع ساعة بجلد غزال ممن كلف بصونها وحراستها، هل فكرت أنت بذلك ؟ أم فكر غيرك بالأمر ؟ لا أدري إن فعلت ذلك أو فعلوا، هي هواجس تخطر بالبال، قد تبحث عن إجابات، وربما سيأتي ذلك بعد قرن من الزمن، وعلى المبدأ الذي يجري الآن: دعه يكتب ما يريد، ونحن ندبّج الرد كما يحلو لنا، والأفضل غض البصر والسمع عن ذلك كله، وكأن شيئاً لم يكن.
هذا الجواب الذي سوف يكون، نعرف الأمر، ليس على صون آلة الجسد، وإنما على الكثير مما يطرح في الإعلام ما جعل كل القضايا تصل إلى جدار مسدود، وليكون رد الفعل ممن تهمهم: كلام جرائد، لا يقدم ولا يؤخر، مع أن هذا الكلام كان يقدم ويؤخر ويفعل ويحرك، ولكن تراكم الصمت من قبل ممن يجب أن يرد على هذه القضايا، جعل كل ما يطرح مجرد كلام بكلام، وملء وقت أو مساحات في الصحف .
ربما شططنا قليلاً عمّا كان يجب أن يكون عن ثلاثي السقم الذي صار رفيق مهنة الحرف، من الضغط والسكر والشحوم، إلى النتيجة الحتمية التي على ما يبدو لا مفر منها، وصاحب الحظ السعيد من يعبر رحلة العمل هذه وقد وصل نهايات المطاف بأقل العلل، يخرج معافى على الأقل ليقضي ما تبقى من العمر راكضاً وراء التأمين الصحي، وصرف راتب التقاعد، وحين يفكر بالعودة لزيارة مقر عمله، يجد الأمر وقد صار على غير ما كان، كلٌّ يسرح في واد، تغيرت النفوس والعلاقات، ولا تدري إن كنا يوماً ما فعلاً نمثل أننا بشر أصحاء..
ركام الألم الذي كنّا نعلل النفس أنه سيكون أملاً، صار صدأ روح وعفن جسد، وشتات عمر لم يكن إلا سراباً، ويأتيك من يقول لك كما كتب أحد الزملاء على صفحته: عليك أن تكون باعثاً لروح الأمل والتفاؤل، نعم علينا فعل ذلك، ومن قال إننا لا نرقص فرحاً ونكتب بدمنا، نرقص فوق أشلاء الجسد وبقايا الروح، نغدق النعماء وبحرقة المحروم نصمت، كيف أيها الآمر بالفرح تريدني أن أفعل ذلك، مع أني أفعله، كيف أنفّذه وأنا المجروح بكل شيء، الضائع في اتون الغلاء والاستغلال والإهمال، كيف تريدني أن أصفق لهذا المسؤول أو ذاك وهو الذي ينعم بالصمت المريح؟
لا بأس، نحن من أطعم الأرض فلذات الأكباد ليبقى الوطن، ونؤمن أن الغد مزروع ببسمة طفل، ووقع خطا جندي، وعامل وفلاح، وفي وطني من لا ينحني إلا للوطن، من لم تلوثه بهارج المال، كم نتوق لأن يكونوا الأكثرية، أن يرووا أن دمنا حبرنا، وأن نرى اليد الحانية تمتد لتقول: حان وقت قطاف الأمل، ولو قليلاً، في الظلمة الحالكة يكفي بصيص عود ثقاب ليشعل لحظة ما تشي أن النور قادم، وما أكثر أنوار الوطن القادمة.

ديب علي حسن
التاريخ: الجمعة 4-10-2019
الرقم: 17090

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟