ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
لا شك أن ما سمي بصفقة القرن المشؤومة التي عولت عليها واشنطن والكيان الإسرائيلي ومشيخات النفط، ممن توهموا أنهم سيتمكنون من تمريرها لتصفية القضية الفلسطينية وشطب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، باتت في مهب الريح بعد جملة من الأحداث التي عصفت بها.
فرئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو خرج من انتخابات الكنيست بحصاد هزيل كاد يخرجه من المشهد برمته، وكانت أنظار البيت الأبيض تتوجه لفوز كاسح لهذا الأخير يمكنه من تنفيذ مشاريعه الاستعمارية والإرهابية التي من ضمنها صفقة القرن المذكورة فخاب البيت الأبيض وساكنوه كما خاب نتنياهو ومؤيدوه.
والأمر ذاته يتكرر في واشنطن، حيث تبدو إجراءات عزل الرئيس ترامب من قبل الحزب الديمقراطي، رغم أنها ضعيفة ولن تنتهي بعزله كما يبدو نظراً للحاجة إلى تصويت شبه مستحيل على ذلك في الكونغرس بجناحيه (النواب والشيوخ) إلا أن مجرد الخلافات التي تعصف بين من يقود سفينة أميركا اليوم، وازدياد الشرخ الداخلي بين الأميركيين، والانقسام في الساحة الداخلية الأميركية0، تؤكد بمجملها على عجز ترامب ومؤيدوه المتطرفون على إتمام أي مشروع استعماري في المنطقة، ومنها مشروع تمرير صفقة القرن وتصفية الحقوق الفلسطينية.
كما أن هؤلاء المتطرفين بقيادة ترامب حاولوا خلال السنتين الماضيتين تصفية القضية الفلسطينية ووأد حقوق الشعب العربي الفلسطيني تحت عناوين زائفة مثل السلام والازدهار في المنطقة، وأجهدوا أنفسهم عبر ورشة البحرين لتحقيق هذه الأجندات المشبوهة وتمرير ما يسمى صفقة القرن التي تعد أكبر كارثة وأخطر من وعد بلفور، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في تمريرها بسبب عوامل عديدة أهمها قلب المعادلات في الميدان السوري وانتصارات الدولة السورية على الإرهاب ووأدها لمشاريع أميركا وأجنداتها ورفض الفلسطينيين بمختلف اتجاهاتهم لكل ما تم تسويقه من قبل أميركا وأدواتها.