«الحلقة الأقوى»

 بات من المعروف في التعاملات التجارية على اختلاف أنماطها أن هناك حلقة وسيطة تقوم عليها أغلب العقود والصفقات التجارية كبيرة كانت أم صغيرة، وتلك الحلقة نجدها ما بين طرفين منتج ومستهلك، وللأسف هي الأقوى في جميع التعاملات التجارية حتى إنها موجودة في التعاملات الاجتماعية.
ولا يوجد أشطر من هؤلاء (السماسرة) في اقتناص الفرص التي تكون على حساب طرفي التعامل وغالباً ما يكونون الرابح الأكبر على حساب جيب بقية الأطراف، وفيما يصرف المنتج الزراعي والصناعي الوقت والمال لإنتاج سلعته يأتي الوسيط لتسويقها إلى المستهلك وفق شروط لا يعنيه فيها مدى ربح أو خسارة الطرفين، وإنما المهم ما يجنيه من ثمن لوساطته التي لا تحتاج ربما لأكثر من مكتب خشبي وهاتف وكرسي.
وللأسف ودون تعميم فإن تلك الحلقة ساهمت في أكثر من مكان بزيادة الأسعار ورفعها بطريقة خلبية ولا سيما فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية واستغلت قلة حيلة ودراية المزارع، وعملت على شراء محاصيله بأسعار بخسة وصلت إلى المستهلك بأسعار مرتفعة وهذا الأمر نستطيع أن نسقطه على قطاع بيع العقارات وكل أنواع التعاملات المالية لمختلف المنتجات، فكم من مرة تقاضى السمسار أرباحاً إضافية على أسعار منازل غير أجرته كوسيط بين طرفين؟.
ولا شك أن الحلقة الوسيطة دخلت ميدان التعامل التجاري بشكل لافت خلال السنوات السابقة وتطور عملها لتبقى مهنة غير مكلفة ومربحة في آن واحد وبقيت دون ضوابط فعالة تقوم عملها وتضع أسساً أخلاقية لهذه المهنة.. ولكن مؤخراً بدا تحرك حكومي بهذا الاتجاه عبر إلغاء تلك الحلقات في مكان ما لتأخذ مؤسسات الدولة دورها وما زال خجولاً، وفي مكان آخر العمل لتنظيم عمل تلك الحلقة .
ولعل الانطلاقة ستكون من أسواق الهال وهو من أهم الملفات التي يجب أن تسهم في استقرار الأسعار في السوق وإنصاف المزارع من جهة والمستهلك من جهة أخرى، ومن الأهمية أن تتوسع التحركات لتضع أسسا قانونية ومكانية تردع من يقوم باستغلال الناس أوأي قطاع تحت مسمى (حلقة وسيطة).

رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 11-10-2019
الرقم: 17096

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية