المعطيات المتوافرة بين أيدينا تشير إلى أن وزارة السياحة استكملت تقريباً كافة التدابير الفنية والقانونية اللازمة لإطلاق ملتقى الاستثمار السياحي 2019 نهاية الشهر الجاري في طرطوس.. كما تشير إلى أن محافظة طرطوس أنجزت هي الأخرى الترتيبات اللوجستية وتحضّر لبعض الفعاليات الثقافية والسياحية والتعريفية المرافقة له وبما يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة من إقامته في هذه الظروف غير العادية.
وهنا نقول إن أهمية هذا الملتقى تنبع من عدة نقاط أولها إقامته لأول مرة في منطقة خصبة جداً للاستثمار السياحي الناجح، وثانيها العدد الكبير للمشاريع المقرر عرضها للاستثمار خلاله (40) مشروعاً يعود لجهات عامة – و22 مشروعاً يعود لجهات خاصة على امتداد ساحة الوطن) وفق صيغ استثمارية مختلفة حسب رغبة المستثمر، وثالثها دعوة العديد من المستثمرين من داخل القطر وخارجه لحضوره، ورابعها رعايته ودعمه من قبل رئيس مجلس الوزراء شخصياً إضافة للاهتمام الكبير من وزارة السياحة التي تعوّل الكثير على نتائج هذا الملتقى..الخ.
لكن بالمقابل نقول إن نجاح هذا الملتقى نجاح فعلي وليس إعلامياً فحسب، متوقف على ما يتم التعاقد عليه بين المستثمرين وأصحاب المواقع المعروضة، وعلى تدارك كل الإجراءات الروتينية والبيروقراطية التي تؤخّر وتعوق إنجاز العقود وتعثّر أو توقف المشاريع لاحقاً، وعلى التسهيلات والمشجعات التي يلمسها المستثمرون.. وبرأينا أن هذا لن يحصل كما يجب في ظل الكثير من التشريعات والبلاغات والتعليمات الحالية، وفي ظل الذهنيات والعقليات عند الكثير من المعنيين في الجهات المحلية والمركزية، وفي ظل تعدد الجهات المسؤولة عن ملف الاستثمار السياحي والتخطيط الإقليمي المرتبط به..الخ
على أي حال نتمنى أن ينجح هذا الملتقى في تسريع وتيرة عودة التعافي لقطاعنا السياحي واستثماراته ومن ثم في زيادة معدل نمو السياحة ومساهمتها في التنمية المحلية والناتج الوطني الإجمالي.
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 24- 10-2019
رقم العدد : 17106