بعيداً عن المحاباة

من الطبيعي والمنطق العلمي والمؤسساتي أن يتم إجراء تقييم ومراجعة شاملة للأعمال التي تقوم بها الوزارات والمؤسسات الحكومية بشكل دوري لمعرفة ماذا أنجزت وأين أخطأت وما المطلوب لتفادي المشكلات التي تعترض تنفيذ خططها؟.
هذا ما طلبته مؤخراً الحكومة باعتبار التقييم عملاً مؤسساتياً والأداء الحكومي يقيم من خلال أداء الوزارات كلها وكل وزارة يتم تقييم أدائها من خلال فعالية ونشاط وإنتاجية مؤسساتها.
هذه الأسئلة لا يمكن لأحد أن يجيب عنها إلا من خلال عمليات التقييم التي تجريها الحكومات بشكل دوري، إذ لا يمكن معرفة الكم والكيف للأداء الحكومي إلا في جو من الشفافية بعيداً عن المجاملة والمحاباة لأداء وزارة ما أو مؤسسة اقتصادية.
ففي ظل الظروف الراهنة نحن بحاجة إلى قدر كبير من الشفافية والحوكمة الرشيدة ولا يمكن للمنتفعين وضع معايير تقييم الأداء التي ستكشفهم وستكشف أداءهم، لذلك لا بد من وضع معايير يرشح عنها نتائج حقيقية وأرقام ونسب تنفيذ بعيدة عن تلك التي نسمعها ونقرأها لكل وزارة أو مؤسسة عند الحديث عن إنجازاتها لدرجة أن بعضها يتحدث عن نسب تنفيذ تصل إلى أكثر من 120%!
ما يريده المواطن الذي يعد بوصلة عمل الحكومة كما تقول في كل مرة وضع القطار على السكة الصحيحة والعمل على تقييم أداء الوزارات والمؤسسات بشكل فعلي ووفق منهج منطقي يتناسب والظروف الحالية بحيث يتم الحساب على نسب التنفيذ الفعلية والمحاسبة بناء على تلك النتائج فأي نمو سينعكس إيجاباً على المستوى المعيشي للمواطن في أي قطاع كان.
فإعادة تقييم الأداء يعد مفصلاً في العمل الحكومي بحيث ننتقل من الوضع الساكن إلى الوضع النشط الذي يحقق قيماً مضافة في العمل وهو لا يعد إنجازاً بالنسبة للحكومة بل عمل روتيني من صلب عملها ولا بد من ترجمته بشكل دوري على جميع المؤسسات والهيئات وعلى مختلف مستوياتها.
ولذلك أي عمل لن يتم تقييمه ستبقى معاييره قائمة وفقاً للتخمين والنظرة الشخصية الارتجالية لا الموضوعية العلمية المحايدة بعيداً عن المحاباة والعاطفة وهذا ما نحتاجه حالياً على طريق الإصلاح الإداري، وهنا نقول ما المانع من نشر معلومات التقييم في وسائل الإعلام المحلية بحيث تعرف كل مؤسسة أو هيئة موقعها السنوي بين باقي الجهات الأخرى وبذلك يصبح هناك تنافس حقيقي لمصلحة الاقتصاد الوطني والتنمية ويصب في نهاية المطاف لمصلحة المواطن لتحقيق العدالة وتحسين وضعه المعيشي.

ميساء العلي

 

التاريخ: الأربعاء 13 – 11-2019
رقم العدد : 17121

 

آخر الأخبار
أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا