كلمة ازدحام غالباً ما تكون جزءاً من وداع عام مررنا به سابقاً وحالياً، فهناك ما يشبه طقساً سنوياً يستحضر المواطن بشكل متكرر مع نهاية كل عام وهذا يجعله يتساءل في قرارته: يا ترى أي الأرتال الطويلة والمتعبة بانتظاري في الشهرين الأخيرين من العام؟.
وطبعاً هذا العام لم يختلف كثيراً لكن ربما تغير جزء طفيف من المشهد فأرتال الواقفين بانتظار إسطوانة الغاز موجودة وأرتال المنتظرين لقبض رواتبهم أيضاً ما زالت موجودة ومتضاعفة بل إنها سبقت غيرها من الأرتال.
ولنبقى في كلمة ازدحام لنقول إنه أيضاً هناك ازدحام مع نهاية هذا العام لكن من نوع جديد وهو يتعلق بكثرة الهواجس والأفكار وتوقعات من يعرف ومن لا يعرف ولا سيما فيما يخص المستقبل مع استمرار العقوبات والحصار الاقتصادي الجائر وتفعيل تلك العقوبات من جديد ما ينعكس فعلاً على الحالة المعيشية، ويترك مبرراً لازدحام التوقعات واتجاهاتها لكنه يترك أيضاً لنا المبرر لنتذكر كثيراً من الأزمات التي مرت واستطاع بلدنا تجاوزها.
وهنا كما نتحمل مسؤولية الإضاءة على الخطأ علينا أن نستحضر المعطيات الإيجابية، فثمة مؤشرات كثيرة يجب أن تأخذ الواقع الحالي نحو الأفضل وهناك دروس مررنا بها علينا الاستفادة منها في التعامل مع الأزمات وهناك موارد تعود من جديد وأخرى موجودة، فمن المؤكد أن الحرب أفقدتنا الكثير من الموارد لكن جزءاً منها ما زال موجوداً ومن الضروري اليوم التوجه نحو سلوك نظيف ومؤهل يدير ما لدينا من موارد تستحق أن تنتعش وتعود للحياة من جديد.
ولعل أهم عامل في إدارة الموارد هو العامل البشري، فثمة وظائف ومكاتب عامرة بالعاملين غير المنتجين وثمة خطوط إنتاج تفتقد لعمالها، وعلينا أن نعي عند دعوتنا لتطوير عملية الإنتاج بأن ثمة بيئة استهلاكية غير صحيحة لمختلف الموارد بقصد أو بغير قصد تسهم في ظهور الأزمات المعيشية، ما يدعو لإعادة النظر في حجم الاستهلاك وكمية الإنتاج إدارة الاثنين معاً وخاصة القطاعات الحيوية والاقتصادية.
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 20-12-2019
الرقم: 17151