لكل داء دواء يستطب به … إلا الحماقة أعيت من يداويها, وأي حماقة أكبر من أن يكون من يملك المقدرات الفتاكة والقادرة على القتل والموت أن يكون بغير روية وعقل, وهو يظن أنه الحاكم الأوحد للعالم, وما يقوم به يجب أن يكون موضع ترحيب دون نقاش مهما كان, هل من فظائع أبشع من ذلك؟ وهل من جنون يجر وراءه الكوارث أكثر من هذا؟
بالتأكيد: إنها كارثة عالمية لا يمكن التكهن بما تقود إليه أن يكون حاكم أكبر قوة عسكرية ظالمة وباطشة بغير رؤية عقلية, ولا يملك محاكمة منطقية لما يقوم به, ويدفع قوته الظالمة لتنفيذه, ترامب لم يتعظ لمرة واحدة من كل ما جرى في العالم من معارضة لسياساته العدوانية التي تمثل وجه أميركا المتوحش والقبيح, يظن أن العالم يدار من خلال التغريدات التي يطلقها, وفاته أن الشعوب التي تملك إرثاً ثقافياً وتاريخياً وحضارياً, لا تقبل هذا الجنون, وهي تناضل بكل ما تملكه للوقوف بوجه صلفه وغروره.
وإذا كان يظن أن اغتيال القادة وتصفيتهم غيلة وبأسلوب جبان ينهي تيار الممانعة والمقاومة, فهو واهم حدّ الغباء ولا يعرف من أبجديات التاريخ شيئاً, تقوده غريزة القتل وشهوة المال ونهب الشعوب, وهذه سياسة عدوانية تنتهجها الولايات المتحدة منذ أن أتت إلى المنطقة, ولكنها لم تقرأ المتغيرات التي تحدث كل ساعة.
فالمقاومة ولادة معطاءة, جيل وراء آخر تمضي نحو تحقيق أهدافها الكبرى, ولا يمكن لترجل قائد أو فارس من فرسانها أن يكون نهاية المطاف, صحيح هو خسارة كبيرة, لكن دمه كما الشهداء جميعاً يشع ويضيء الدرب, من هنا على الغطرسة الأميركية أن تعي أن درب المقاومة معبد بالتضحيات, وثمة عقول قادرة تعمل وتخطط وتمضي نحو ما رسم من أهداف.
والحصار الذي ينفذه ويعمل على تشديده (ترامب) لن يكون إلا محطة للمضي قدماً في الاعتماد على الذات وتطوير المقدرات الذاتية, وليس العالم مزرعة له ولإدارته حتى تنفذ ما يُملى عليه.
النصر خلاصة الدرب ونهاية المطاف, ومن جوهر الإرادة التي لا تعرف اليأس, لكنها تعرف متى وكيف تسدد الرد للعدو الذي لا يجد غضاضة، وعلى الملأ بتوجيه التهديدات بقصف المنشآت والصروح الثقافية والحضارية, وهل من جريمة وعدوان صارخ أكثر من ذلك, أليس الأمر أشبه بفيلة هائجة في حقل خزف تكسر وتحطم، لكنها في النهاية ستكون أشلاء ومزقاً, ولن يكون بمقدورها أن تخرج سالمة, فاللعبة بلغت مداها, وقد حان أن يرمي القوس باريها ليكون لحظة النهاية.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 7-1-2020
الرقم: 17162