فقد رفيقة دربه فجأة وهو في خريف العمر ، الأمر الذي زاد من الخوف والقلق والتوتر عند شريك العمر لمواجهة الظروف الحياتية الجديدة ،فاستنجد بالأبناء لتبديد الملل أو العزلة الاجتماعية ،لدعمه نفسياً واجتماعياً وصحياً .
تعد الابنة الكبرى بزيارة أسبوعية دون إكراه أو تشديد وتمضي أسابيع دون أن تفي بالوعد ،وفي كل مرة تتصل به لتعتذر، لكنه سرعان ما يؤكد لها تفهمه لانشغالاتها ويوصيها الاهتمام بزوجها وأولادها ،أما الابن البكر فلم تعلمه قسوة الغربة الحنو على أبيه ولا يسمع صوته بسلام إلا في الأعياد والمناسبات واكتفى بحضوره المادي بين الحين والآخر .
الابن الصغير المدلل ،اقترح البحث عن جليس لأبيه لحل مشاكل الشيخوخة ،ما زاد في آلامها وأوجاعه ..هرماً وتدهوراً وسارع في استسلامه واستكانته لأمراضه .
كبارنا ..بركة بيوتنا ،لا مبرر للأبناء إهمالهم تحت أي ظرف ولو كانت الحرب وتداعياتها ومرارتها ، ولا التفريط بحكمة وعطاء من سيضعنا الزمان مكانهم ،والتململ من تكرار أحاديثهم والتأفف من بطء حركاتهم والغمز والهمس على تصرفاتهم العفوية الطفولية .
الأسرة هي المكان الأكثر أمانا نفسيا وصحيا واجتماعيا للمسنين وإن كان بعضهم يرغب بدار المسنين ويفضله على بيت العائلة بغرض رفيق يشبهه بالأوجاع والذكريات الأحاسيس والمشاعر ،بأنهم أصبحوا عالة على المجتمع ،وعبئاً ثقيلاً على أسرهم .
كبار السن ،حلقة الوصل بين الماضي والحاضر والمستقبل والحضن الدافئ عندما تتألم النفس وتتوجع الروح .
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 15- 1 -2020
رقم العدد : 17169