من المؤكد أن خريطة الأوهام التي رسمتها وما زالت تخط حدودها المخيلة التركية الإخوانية بريش هواتها المستعمرين ممن يحملون الفكر العثماني هي ذاتها، وتنطلق من الأسس عينها التي بنيت عليها الدولة العثمانية عبر تاريخها السياسي والعسكري في ارتكابها لمئات المجازر الوحشية والهمجية لضم الأراضي والتوسع..هذه الخريطة مازالت الشغل الشاغل لأردوغان وزمرته
صحيح أن التعاطي التركي مع المشهد الليبي هو جديد في انطلاقته العلنية، لكن معروف بأن خفاياه متلطية خلف تسميات أردوغان المتلونة التي يحاول أن يسوقها، وبأن أبعادها متجذرة ضمن أوهام ذلك العثماني الساعي إلى دولة الخلافة، والتي سيرعاها ضمن حدود القتل والذبح والإرهاب، شأنه كشأن تنظيم داعش الإرهابي..
يد أردوغان الملطخة بالدم بدأت بإعادة عقارب الساعة إلى التوقيت الذي انطلقت فيه أفعاله الإرهابية في سورية، لكن هذه المرة في ليبيا.. واليوم بدأ التوثيق يأتي من الأراضي الليبية مع قدوم دفعات الإرهاب المرتبط بأردوغان إلى طرابلس الغرب.
وورقته المطروحة في اجتماع برلين حول ليبيا وحضوره للقمة كانت ضمن تهديداته المعلنة، بإرسال مرتزقة من سورية إلى ليبيا.. وهو البند الذي يمتهنه أردوغان في سعيه للحصول على مكاسب على أي صعيد.
أما مسرحيات أردوغان الهزلية فلم تعد تنطلي على أحد، ولاسيما أن الميدان مليء بالبصمات الإرهابية صنيعة العثماني الجديد.. والأحداث أنتجت الكثير من الجرائم الإرهابية التي تؤكد عكس ذلك وتبين ماهيته الإجرامية..ومهما حاول الالتفاف والادعاء عكس ذلك والتستر على أفعاله فلن يفيده الأمر في شيء، فقد حصد المركز الأول في قائمة المتصدرين لداعمي وصانعي الإرهاب في المنطقة والعالم، وما يحضر له أردوغان في الصومال أيضاً يدل على أن إرهابه بات إرهاباً عابراً للقارات، ويجب على العالم وضع حد له كي يضمن الأمن والاستقرار على امتداد الخارطة العالمية.
ادمون الشدايدة
التاريخ: الجمعة 24-1-2020
الرقم: 17176