ليست في تنبؤات المنجمين وأضغاث أحلامهم، وليست ضرباً من الوهم والسراب، بل حقائق جسدها الواقع نصراً مؤزراً على الإرهاب صاغته شجاعة أبطالنا وتضحياتهم في ساحات الشرف والنضال ليعم الخير والسلام ربوع بلادنا التي مااعتادت إلا أن تكون حرة شامخة تعلو راياتها مكللة بأكاليل النصر والغار.
واليوم مع كل نصر نفتح ذراعينا لنكتب أمنيات ربما كانت مؤجلة ولكن وقبل كل شيء يبقى الدعاء أن يعم السلام ربوع بلادنا لتنهض من جديد في شموخ تصنعه تلك السواعد التي لن تمل الوقوف إلى جانب الوطن في محنه وفي مراحل نمائه وتطوره وإعادة بنائه بمزيد من المحبة وفتح صفحة جديدة يسودها الود المتبادل واحترام الاختلاف في الرأي، لأن الوطن يتسع للجميع وبيت كبير للجميع.
وربما لكل منا أمنياته الشخصية التي تتلاشى أمام أمنيات تصنف في باب المشاريع المستقبلية وخصوصا فيما يتعلق بالإبداع والثقافة لأنها وسيلتنا الأولى لمواجهة الهجمات والحملات الإرهابية، وهي الطريقة المثلى إلى الامتداد نحو الآفاق الرحبة، وقد حفل العام الذي ودعنا أيامه الأخيرة زخما كبيرا من الأنشطة الثقافية التي عمت أرجاء البلاد جميعها، وفي الفنون كافة، وتسعى جميعها لتقديم نتاجاتنا بالشكل الذي يليق بحضارتنا وإرثنا التاريخي العريق، والاحتفاء بالمبدعين الذين ماتزال آثارهم منارات للأجيال.
ولكن ورغم كل الجهود التي تبذل تبقى تلك الحلقة المفقودة بين المتلقي والمنبر، فلا يزال المشهد الثقافي قاصرا في كثير من جوانبه في استقطاب الجمهور، وخصوصا الشباب منهم، فهل المشكلة في المادة التي لاتثير فضوله، أم هي حالة من اليأس استوطنت في داخلهم تجعلهم يحجمون عن المشهد الثقافي، أم استسهلوا وسائل التواصل الاجتماعي لتكون وسيلتهم للتفاعل؟
ومهما كانت الحجة دامغة، فلابد من العمل للاحتفاء بشريحة الشباب ومحاولة استقطابهم في محاكاة عالمهم وطموحاتهم، وإعادة ترميم جسور التواصل بين الأجيال للعمل معا على تحقيق مايمكن تسميته «إقلاع ثقافي فاعل» أبطاله الأطفال والشباب أمل الأمة ومستقبلها الواعد، ولاشك القادم أفضل.
فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 28 – 1 – 2020
رقم العدد : 17179