كثرت في الآونة الأخيرة الانتقادات الموجهة إلى قطاعات تتعلق بالطاقة الكهربائية والمشتقات النفطية نظراً لازدياد ساعات التقنين إضافة لارتفاع الطلب على(المازوت والغاز)، ومن المعروف أنها حاجة ماسة في فصل الشتاء لكل عائلة ومواطن، لكن ثمة مايبرر مايحصل من بعض الاختناقات رغم تقنين الكميات عبر استخدام البطاقة الإلكترونية.
وهنا علينا أن نذكر بأن تلك المشتقات على اختلاف أنواعها تمر بضائقة بسبب الحصار الاقتصادي والعقوبات الظالمة المسلطة كالسيف على شعبنا باعتبار أن الطاقة حاجة أساسية في مجتمعاتنا، وهي لا تتجزأ عن الماء وحاجتنا له للاستمرار على قيد الحياة، فكما نحتاج الطاقة للدفء و لمختلف وسائل الحياة نحتاجها أيضاً في عملية الإنتاج و توفير السلع المختلفة وبذلك فقد أصبح هذا القطاع المستهدف الأول اقتصادياً من قبل أعدائنا.
وفي المقابل هناك عمل مستمر لتجاوز تلك الضغوطات العاصفة وبمختلف السبل والوسائل من قبل الدولة بمختلف مؤسساتها لتجاوز تداعيات الحرب والعقوبات، لكن علينا أن نوجه الأنظار نحو الاستمرار في تحديد الأولويات الفعلية لموارد الطاقة و العمل على إدارة تلك الموارد بطريقة صحيحة وسليمة تنعكس فعلاً بأقل التكاليف على الحياة الخدمية والمعيشية للناس.
إن سنوات الحرب رغم ثقلها لابد أنها كما تركت جوانب سلبية مؤثرة في حياة الناس إلا أنها يجب أن تكون تجربة هامة في القدرة على إدارة الأزمات، و هنا يبرز دور الإدارة الواعية للموارد، وأيضاً يبرز دور الإدارة النظيفة وكلاهما يساهم في استبعاد الأيدي العابثة و الفاسدة التي تشكل الخطر الأكبر على استغلال الموارد بالشكل الصحيح وبأقل التكاليف.
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 31-1-2020
الرقم: 17182