في الحديث عن الرغيف وشجون صناعته.. ترى معظم أصحاب المخابز الخاصة يشكون من كل شيء في عملهم!!!. ويدّعون الخسارة!!.
البعض منهم يشتكي الخسارة بسبب ارتفاع أجور نقل الدقيق التمويني من المطحنة إلى مخبزه.. وخاصة مخابز الأرياف.. أو قطع التبديل.. الكهرباء.. الخ..
وأمام هذا الواقع المتناقض؛ الشكوى من الخسارة من جهة.. وحاجة بعضهم المستمرة لزيادة المخصصات من جهة أخرى.. تدفعنا إلى التفكير بالموضوع.. حيث يتضح أنه لم يحصل وأن طلب صاحب مخبز من الجهات المعنية.. إيقاف ترخيصه كونه يتعرض للخسارة، ولعل هذا لو حصل لكان منطقياً؟!.
بل ما يحصل هو كما ذكرنا وجود من يطلب زيادة مخصصاته من الدقيق التمويني.
الجهات المعنية في محافظة اللاذقية قامت بدراسة واقع صناعة الرغيف في المحافظة ونتيجة الظروف الحالية.. بادرت إلى تأمين نقل الدقيق من المطحنة إلى المخابز الخاصة مجاناً بواسطة سيارات تتبع لجهات عامة.. وذلك بهدف توفير أجور النقل على أصحاب تلك المخابز.. وفتح المجال أمام زيادة هامش الربح لكل صاحب مخبز.. لأنه في حال وصول الدقيق التمويني إلى المخبز مجاناً يوفر صاحب المخبز أجور النقل.. حيث تصل أجور نقل الطن الواحد إلى نحو ٤٠٠٠ ليرة.. وبالتالي وبجمع الكمية المخصصة لكل مخبز وحساب أجور نقلها خلال الشهر.. يلاحظ وجود وفر يصل إلى نحو ٢٠٠ ألف ليرة.
وتم تطبيق ذلك.. غير أنه في التطبيق اتضح أن معظم أصحاب المخابز الخاصة حاولوا إفشال هذه الخطوة!!!. وهذا ما أثار الاستغراب!!، ما جعل المؤكد.. يتأكد.. وهو تهريب الدقيق التمويني من قبل بعض أصحاب المخابز الخاصة قبل وصوله إلى المخبز!!.
من هنا فإن ما تقوم به مديرية حماية المستهلك بضبط المناخل وغيرها بات واضح المصدر.
الخطوة في النقل وضعت حداً للتهريب.. وتبقى خطوة أخرى ينبغي التشدد بها.. وذلك من خلال مراقبة عجن وخبز كامل المخصصات بشكل كامل حفاظاً على توفير الرغيف للمستهلك.. ومنع تهريب الدقيق من خلال التلاعب بالكمية المنتجة فعلاً..
هامش الربح المناسب موجود.. غير أن هناك من يرغب برفع الهامش على حساب المستهلك والحكومة معاً دون أدنى شعور بالمسؤولية.
نعمان برهوم
التاريخ: الاثنين 17-2-2020
الرقم: 17194