إن سقطت، وأفلتتها ذاكرتنا، فهي لم تكن إبداعاً.. قد ننسى بعض ملامحها، ولكن عبرها، ما فهمناه، من تلك الدروب الأدبية أيًا كان نوعها، يتملكنا، يستحكم بنا ليصبح جزءاً من كينونتنا من تذوقنا للحظة، لمعنى حياتي..
يوقد شرارة حين نعلق بها، لا تنطفئ يوماً، تشبه جذوة الحب الحقيقي، حين نعثر عليه، لا يهم ما يحدث بعدها.. ولكن هل الأدب والحب يتشابهان..؟!
بل.. في لحظة يمتزجان، لا حب بلا أدب.. ولا شعر من دون حبيب..!
الاختلافات بينهما تشبه تناقضات العاشقين، وانفلاتاتهما في لحظة، وخياراتهما الآنية بالابتعاد.. وفي لحظة تالية يلغى كل شيء.. وتستمر أحاسيس لا تنسى، نستعين بها في أقسى المواقف.. وربما تكون السبب في إلهامنا.. وجرنا صوب أمان نفتقده في لحظات الخطر التي تداهمنا رغما عنا.
حين تعتادهما معاً.. حتى لو كنت وسط الخراب، روحك تنهض منه، تشبه صورا نتداولها على سبيل التحدي.. عازف بيانو أو فرقة موسيقية تعزف وسط الركام، حتى لتبدو الأنغام خارجة من تلك الصور المتناقضة حتى الثمالة.. المغطاة بترف المعزوفة، ووجع الواقع، وما بينهما عليك ان تختار..!
أن تنتقل فوق الغيم، أو ترمي بنفسك في خضم واقع في كثير من الاحيان حين تستحكم مصائبه، تصبح مجرد ذرة، تضاف الى ركام قد لا يصله صوت البيانو، حسب الموقع والجهة التي تتموضع فيها تلك الذرات..!
لا يعني أنك حين تندمج مع العزف لاتسمع أصواتاً لا تنتمي لموسيقاك, لعوالمك التي اخترتها قسراً..
فمن منا لا يعشق الواقع حين يتماهى مع تطلعاته..
من منا لا يريد الانتماء لواقعه.. بكل مافيه..
ولكن من منا.. لا يفكر بلفظه والابتعاد عنه.. وهو في كل حين لايصيبك الا باختلال عميق.. !
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 17-2-2020
الرقم: 17194