للأسواق الشعبية أهمية كبيرة في عملية التنمية وتدعيم الاقتصاد والمحافظة على المنتجات المحلية، والمساهمة في توليد فرص عمل وتحفيز الاستثمار، وتلبية احتياجات المواطنين من السلع والمواد والمستلزمات المتنوعة، والتخفيف من تكاليف غلاء المعيشة نظراً لما تزخر به من العديد من الخيارات والتنوع، بما يتناسب واحتياجات الأسر وأصحاب الدخل المحدود الذين يجدون ضالتهم في هذا النوع من الأسواق وبأسعار معقولة.
للأسواق الشعبية نكهتها الخاصة كونها تنبض بالحيوية والحياة، فهي أكثر من مجرد أمكنة لبيع البضائع والسلع والمنتجات المتميزة بأسعار مغرية ومشجعة وبجودة وحرفية عالية، فهي تجمع بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر، إضافة لما تحمله في طياتها من خصوصيات المجتمعات والعادات والتقاليد وثقافات البلاد، والمحافظة على الكثير من المهن والحرف من الانقراض والاندثار، وتدعيم تماسك المجتمع المحلي، عدا كونها متنفساً حقيقياً للأهالي.وعلى الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه المراكز التجارية الكبيرة والمولات بتنوعها وتعدد أدوارها وأنشطتها، إلا أنها لم تستطع محو الأسواق الشعبية في الكثير من دول العالم.
انطلاقاً من ذلك يجب إيلاء الاهتمام الكافي للتوجه نحو إقامة هذا النوع من الأسواق، وإعداد الدراسات وتأمين كافة المستلزمات اللازمة لها من بنى تحتية وأكشاك وغيرها، ودعم التكاليف اللازمة لذلك، واتخاذ القرار السليم باختيار موقعها بحيث يتمكن جميع الناس من الوصول إليها بكل يسر وسهولة دون تكبد عناء ونفقات التنقل، والتركيز على صوابية الاختيار وكيفية إدارة هذه الأسواق ووضع الإجراءات التي تضمن استثمارها بالشكل الصحيح الذي ينعكس على تأمين حاجيات المواطن من المنتج إلى المستهلك مباشرة ودون وجود أي حلقة وسيطة، وابتكار طرق مميزة لترويج بضائعها، ومساعدة القائمين عليها وتأمين مقومات استمرارية السوق على الجذب الكامل للفئات المستهدفة من المستهلكين على مدار العام وليس في مواسم معينة فقط، وتجديد ثقة المستهلكين بمنتجاتنا واستثمار هذه الأسواق على الوجه الأمثل لضمان استمرار المشروع بما يحقق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياحية المطلوبة والمرجوة منها بما يتلاءم وأسباب إقامتها، وفي مقدمتها التخفيف عن كاهل شرائح المجتمع بعد موجة ارتفاع الأسعار غير المسبوقة.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 19 – 2 – 2020
رقم العدد : 17196