سيف أزرق سُيشل

 اللهم أجرنا من الأعظم، مقولة نرددها عندما يفاجئنا أمر ما نظن أنه ليس وقت قدومه، أو وقوعه، نتهيب للقادم بعده، وفي جعبة الخيبات التي نعيشها كمواطنين يصدق قول المتنبي: تكسرت النصال على النصال، لم يعد يعرف المرء من أين وكيف تأتيه رمية لم تكن في البال والخاطر.
لن نعدد ما جرى خلال الأيام الليلة الماضية من قرارات كثيراً ما قلنا: إنها صحيحة وضرورية في زمن غير الذي نحن نعيشه وكأن متخذي القرارات خارج الحياة اليومية التي نرى فيها نجوم الظهر، من سعي قاتل ومحموم وراء جرة الغاز، ورغيف الخبز، توفير المازوت (عطر المازوت) ناهيك عن الركض وراء وسائل النقل العامة، وغلاء الأسعار غير المسوغ أبداً، والقائمة الكل يعرفها.
اليوم تطلّ علينا وزارة الاتصالات بما أسمته الآلية الجديدة للتعامل مع الأنترنت، من حق أي جهة ما أن تنظم العمل وفق قوانين وأنظمة وأن تسعى لعدم الخسارة أولاً، هذا أمر مفروغ منه، لكن ليس في وقت غدا فيه العالم الافتراضي سلاحاً يشهر بوجهنا من قبل الأعداء، ولن نعيد على مسامع من يهمه الأمر، ماذا فعل الإعلام الوطني الإلكتروني من صفحات شخصية، إلى مواقع أيضاً شخصية، ومنصات ومواقع لمؤسسات ثقافية وإعلامية وغيرها، دور متميز ورائد وقدرة على التصدي لكل محاولات الاختراق والضخ العدواني.
من الطلاب، إلى الجنود، إلى الإعلاميين، إلى كل من في ساح الوطن، ورشة عمل تحدت الصفحات المغرضة، فككتها، عرتها قدمت الصفحات الوطنية الحقيقة الساطعة، وكانت وستبقى منبراً وطنياً عالياً، هذا كله تم نسيانه وتجاهله، قد يسأل أحدهم كيف: الصحفي أينما كان حين يلتقط خبراً يرسله مباشرة إلى وسليته الإعلامية ومن حسابه، قد يرفق صوره معه، أو مقطع فيديو، لم يكن يحسب حساب التكلفة الباهظة، لكنه اليوم سوف يفعل ذلك، قس الأمر على الفلاح والعامل والطالب والجندي، ممن يقدمون صفحات مميزة فيها روح الوطن والانتماء، مواقع الوسائل الإعلامية ماذا عنها، وكيف؟
ماذا عن طلابنا وتلاميذنا ممن أرهقتهم وزارة التربية بالعودة إلى الشابكة، عبء إضافي كبير لم يكن بالبال والحسبان، في الوقت الذي يعمل الأعداء على ملء الفضاء الأزرق بكل الأكاذيب والضخ الإعلامي، تقومون أنتم بشل سيف حقيقي، واجه، وقدم ومازال، الأمر ليس لعبة، ولاهو ميزان ربح وخسارة مادية، إنما هي معركة بناء فكري ومعنوي، وتحد في الفضاء الأزرق وإذا كانت وزارة الاتصالات تظن أن دورها يقتصر على تأمين الشبكة فهي مخطئة تماماً، هي اليوم وسيلة تفاعل وضخ إعلامي دورها كما الإعلام والثقافة والتربية.
عندما قررت شركة مشغلة لبعض وسائل التواصل الاجتماعي التوقف ليوم واحد عن خدماتها، خرجت المخابرات المركزية الأميركية، وعطلت قرار التعطيل، وقالت: نحن نعمل في إيران، نوجه من يعمل ضدها هناك، ولم تتوقف الشركة عن العمل حتى تتيح لعملاء الولايات المتحدة الضخ والعمل المخرب.
سماؤنا الافتراضي، سلاح فتاك وفاعل، لم يقصر أبناء الوطن بما أملى عليهم الواجب، لكنكم قصرتم بدراسة نتائج ما سوف يترتب على الأمر، ومن ثم نسأل: ألم تقولوا إننا أمام بوابة حكومة إلكترونية ؟ هل من الفائدة التضييق بهذا الشكل على تجربة جديدة قادمة؟
احسبوها جيداً بميزان الربح النهائي، إنها إذا نفذت الآن ستكون النتائج غير ما ترجون.

ديب علي حسن
التاريخ: الجمعة 28-2-2020
الرقم: 17205

آخر الأخبار
الإعدام على أنغام فيروز وأم كلثوم.. دراسة بحثية في فرنسا للطالبة سارة العويد أنامل تبدع في معرض منتجات المرأة الريفية بريف دمشق "حملات التبرع".. جسور تضامن وأمل مستمر رواتب المتقاعدين معاناة متفاقمة.. و"العقاري": إجراءات من خارج الصندوق استرداد الأصول المنهوبة.. الطريق إلى اقتصاد عادل وبداية عهد من الشفافية إعادة تشغيل منشأة توينان الغازية.. خطوة لإنعاش قطاع الطاقة استقالات في وزارة الشباب والرياضة.. هل هناك خلافات أم هروب للأمام؟ الفشل الإداري.. قرارات بلا رقابة و"تصفيق" يعلو على المحاسبة العملة الجديدة.. خطوة نحو التحديث النقدي جمعية المصدرين تعود إلى واجهة العمل الزراعي والصادرات تزفيت طرقات جيرود ومحولة كهربائية لمركز تحويل ضاحية قدسيا "بارزاني" يوجّه بوصلة الأكراد نحو دمشق ليكونوا شركاء في مستقبل بلادهم رؤى رقمية.. شباب سوريا يرسمون مستقبل النقل الذكي ضمن التصفيات المؤهلة لآسيا 2027 اليوم.. منتخبنا يواجه ميانمار لحسم الصدارة لباس موحد ومناهج مختلفة.. طالبات حمص يكشفن فشل الواقع التعليمي والوزارة تعد! الطريق إلى مونديال 2026 إنكلترا والبرتغال والنرويج يقتربون من التأهل وألمانيا وإيطاليا تخشيان الكارث... خطة برشلونة لتجهيز يامال قبل الكلاسيكو ملاعب الكرة الصفراء.. سابالينكا إلى ثمن نهائي دورة ووهان صلاح يقود مصر إلى مونديال 2026 وتعادل مثير بين ليبيا والرأس الأخضر يُشعل سباق التأهل السعودية تقترب من كأس العالم بفوز شاق على إندونيسيا وتعادل قطر وعمان