في الوقت الذي تتخذ فيه الدولة العديد من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية وعلى مراحل متتابعة في إطار حالة من استنفار الجهود على صعد مختلفة لتأمين الاحتياجات والمستلزمات للتصدي لفيروس كورونا، ثمة مشاهد عدة وحالات مختلفة يسجلها واقع الحال المعيش في جوانب مختلفة، إذ تتباين المشاهد والصور كافة بين السلبيات والإيجابيات ومدى تحقيقها النتائج ولو بنسب متباينة.
فوزارات وجهات كثيرة تتابع تنفيذ الإجراءات بشكل مستمر، ومواطنون يسجلون حضورهم بإحساس عالٍ ومسؤولية وقدرة الالتزام بتطبيق التعليمات والتقيد بالإجراءات رغم كل المعاناة والصعوبات التي فرضتها الظروف الصعبة الحالية، ومواطنون آخرون تتباين لديهم هذه الحالة وإصرار الجميع على الوعي في مواجهة الفيروس والوقاية منه.
على محور آخر وفي الإطار ذاته يظهر المشهد الأكثر تفاقماً مع كل ظروف ومعاناة وأعباء يفرضها واقع أو حالة ما لتزيد أعباء المواطنين معاناة أخرى.
فحالة الجشع والاستغلال والتجاوزات التي يرتكبها العديد من التجار والباعة سجلت نسباً عالية في منافسة واضحة لمزيد من الأرباح بين تاجر وآخر وفي السوق ذاته وفي مختلف المناطق، لتتباين أسعار المواد والسلع وتحلق أسعار الخضار والفواكه ومختلف المواد الأخرى.
بالمقابل لا يمكن أبداً إغفال حالات عدة تسجل للعديد من الأشخاص المقتدرين مادياً، وحتى بعض التجار الذين قاموا بمبادرات لافتة في بعض أحياء المحافظات لمساعدة الأشخاص المحتاجين والفقراء لتوزع عليهم مختلف المواد الاستهلاكية والسلع الضرورية كقضاء حاجتهم في ظل ظروف صعبة استثنائية ومعاناة مادية من أجل تأمين الحاجات الأساسية والضرورية اليومية لاستمرار عيشهم.
ويبقى للوعي المجتمعي بمواجهة المخاطر الدور الأهم والفاعل، كما يبقى الالتزام واجباً بكل ما يصدر من تعليمات وتدابير احترازية تتخذها الحكومة.