أحدث فيروس كورونا نقلة نوعية هامة في حياتنا، فإلى جانب ماشهدناه من حملات تنظيف وتعقيم للوقاية منه، خطا بنا نحو تبنينا سلوكاً بيئياً حميداً.
لقد بذلت جهود تربوية وإعلامية لا يستهان بها على دروب التوعية البيئية، أثمرت وعياً بيئياً لدى عدد كبير جداً من المواطنين لكن هذا الوعي النظري ظل في الأذهان ولم يتحول إلى سلوك بيئي حميد _ على الاطلاق _ والأدلة كثيرة جداً.
صحيح أن الاصحاح البيئي لا يقتصرعلى النظافة، فهو جزء من التنمية المستدامة، ويدخل في كل مجالات الحياة ويشكل جانباً من كل العلوم، لكن النظافة هي العمود الفقري للصحة والعافية، إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية أن 25./. من الأمراض سببها التلوث البيئي، وأن غسل الأيدي على سبيل المثال ينقذ البشر من 20 مرضاً.
ومنذ عامين نشرت المنظمة ذاتها دراسة أكدت أن سبعة ملايين إنسان _ على صعيد العالم _ماتوا في عام 2017 بسبب تلوث الهواء.
كم كان صعباً أن نحلم ولو _على سبيل الحلم بإيقاف حركة السير ليوم في الاسبوع أو في الشهر لتنقية الهواء من الغاز الأسود السام المنبعث من عوادم الباصات والميكروباصات والسيارات.. كم كان صعباً أن نستبدل وسائط النقل المزدحمة بالمشي وهو صحة.
سنقضي على فيروس كورونا مثلماً قضينا على الجدري وفيروس شلل الأطفال، وما من شك أنه تسبب لنا عبر إجراءات الاحتراز منه خسائر كبيرة، لكننا سنعوض كل الخسائر وسنعود أقوى بعد القضاء عليه، بسببه بتنا نمارس سلوكاً بيئياً حميداً سيلازمنا في الأيام الجميلة القادمة الخالية من هذا الوباء.

السابق
التالي