ملح الوطن

 هل سألت نفسك يوماً: ما الوطن وما المواطن، وكيف نعبر المحن التي تبدو أنها لا تريد أن تغادرنا؟ لاشك أن الكثيرين فعلوا ذلك، ولولا السؤال والجواب، لما كان الوطن أبياً عزيزاً، يضحي أبناؤه من أجله بأغلى ما يملكون، ليس شعراً هذا، ولا من باب رفع المعنويات.. نعرف أن الجراح كبيرة، وقد بلغ الصبر آفاقه القصوى، ولكن من يفتدون الوطن موجودون، ونحن نعيش بنسغ دمائهم، ولكن من خان أيضاً مازال يحرض ويضرم ناره، يحاول بشتى الوسائل أن يوقد ناراً لم يستطع مع كل ما صب له الغرب من وقود عليها أن يجعلها متقدة، لكنه سيبقى يعمل تحت الطلب، انتهت جولة ولم تنته المعركة.
تتعدد الأساليب وتتنوع، وكل يوم يبتكرون الجديد، وما إن يكتشف ويفل ويهزم حتى يدفعوا بغيره يعملون على المدى الطويل لا يعرفون قيماً ولا أخلاقاً، جل همهم أن يخربوا ويعيثوا فساداً، والأمر المفجع أن بعض هؤلاء من خان ملح الوطن، من خان قمحه وخبزه، وكان يراه فندقاً ومرتعاً.. في هؤلاء ولهم يصح أن ننقل ما دوّنه الشاعر السوري المبدع أيمن أبو شعر على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي:
(استوقفتني في المتجر أم جميلة شابة تشرح لابنها أهمية الملح حين استغرب أن يكون أغلى من السكر، راحت تذكره بحكاية ابنة السلطان “ماروسكا” التي قالت اختاها أنهما يحبان والدهما أكثر من الذهب والتيجان أما هي فقالت له إنها تحبه أكثر من الملح، فنهرها قائلاً عودي حين يغدو الملح أغلى من الذهب!!! ورفعت صوتها قليلاً حين لاحظت أنني توقفت أنصت لها وأردفت: الناس يا فيتيا كانوا قديماً يستخدمونه بدل العملة للتبادل التجاري، وبعض الشعوب كانت تستخدم ظروفاً صغيرة تضع فيها قليلاً من الملح بدل العملة، أنت تدرس الإنكليزية فانتبه إلى كلمة سالاري ” Salary ” التي تعني الأجر فهي مشتقة من ملح Salt… وكانوا يشترون العبيد بالملح، وإن كان العبد سيئاً كانوا يقولون لا يساوي ملحه… ابتسمت للحوار الشيق فاستنجدت المرأة بي وسألتني أليس صحيحاً ما أقوله؟
…أيدت كلامها وأوضحت أن الكثير من كلمات المعاني الجميلة ارتبطت بالملح، واشتقت منه كما هو الحال عندنا -موضحاً أنني من دمشق- ورحت أترجم الألفاظ التي أقولها بالعربية بعد نطقها فوراً لاستكمال الصور: …الملح في منطقتنا يُتخذ رمزاً للوفاء، إذ لا بد من صون “عهد الملح”، وبما أن البحر مالح اشتقت منه “الملاحة” البحرية، ومنه اشتقت كلمة “ملّاح”، واشتقوا أجمل كلمة من الملح…حيث توصف الجميلات مثل أمك بـ”المليحة”، وترجمت لها البيت الذي يقول:
قُل للمليحةِ في الخِمارِ الأسودِ ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبّدِ
وأردفت رغم أنك لا تلبسين خماراً أسود…
فهمت الشابة الجميلة غزلي فابتسمت وقالت: نعم اشتقاق جميل، أنا لا ألبس خماراً وأنت أيضاً لا تبدو أنك راهب أبداً!.
هل عرفتم ملح الوطن، وخبزه وماءه وقمحه وحكاياه؟ هل تعرفون معنى الوفاء لوطن كان وسيبقى عمود السماء إلى الأرض؟.

معاً على الطريق- بقلم أمين التحرير: ديب علي حسن

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة