في حين تنشغل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك باجتماعاتها وبحثها لآلية توزيع الخبز على المواطنين عبر البطاقة الذكية من خلال المعتمدين، وتطلق تأكيداتها المتتابعة على حصول المواطن على الكمية التي يرغب بها من الخبز بشكل يومي، والعمل لمنع كساد الخبز وإيصاله بالطريقة والجودة المناسبة للجميع، هناك واقع يومي يرصد معاناة كبيرة للمواطنين في ذلك .
فشكاوى متكررة وأسئلة تطلقها ألسنة الكثيرين من المواطنين ممن يحصلون على نوعية سيئة ورديئة من الخبز إجاباتها معلقة في مختلف المناطق والمحافظات، وخاصة الأرياف والقرى منذ بدء توزيع الخبز من الأفران عبر المعتمدين.
فبالرغم من الصدى الايجابي في بداية مرحلة التوزيع لآلية وصول الخبز للمواطن إلى منزله وتخفيف أعباء الازدحام والوقوف على الأفران لوقت طويل للحصول على الخبز والتي اعتمدت منذ بدء الحكومة اتخاذ الاجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية وتأمين الاحتياجات والمستلزمات للتصدي لفيروس كورونا والوقاية منه ،إلا أنه تباعاً بدأت تظهر مشاكل عدة عند الكثيرين في هذه الآلية لاسيما وصول الخبز بنوعية رديئة جداً وفي أوقات غير منتظمة .
إذ تتعدد وجهات النظر في هذا الموضوع وكل يلقي السبب على الأخر كجهات عمل مرتبطة بهذه الآلية، فأصحاب الأفران كما يقولون ملزمون بموعد محدد للبدء بأعمال العجن للكميات المخصصة من الطحين وانجاز المطلوب من الخبز لتسليمها للمعتمدين مباشرة وفي الليل، في حين يؤكد المعتمدون أن المشكلة تكمن في استلام الخبز ليلاً وبقاءه في سيارات التوزيع لساعات طويلة لحين بدء التوزيع على المواطنين مما يؤدي لفقدان طراوته وعدم جودته، في حين يتنصل رؤساء البلديات والمخاتير من المسؤولية في ذلك .
ومابين الأفران والمعتمدين وجهات غائبة عن مراقبة جودة رغيف الخبز هناك مواطن يعاني مايعانيه ويكابد الكثير مع ظروف قاسية وصعبة فرضت تحدياتها وضغوطاتها يجد نفسه ملزماً يومياً لشراء الخبز حتى ولوكان بنوعية سيئة وتناوله كحاجة لاغنى عنها أبداً له ولأسرته .
ولكونه الحاجة اليومية لاستمرار العيش والخط الأحمر الذي طالما يتم التأكيد عليه والاهتمام به يبدو ضرورياً للغاية حماية هذا الخط وأن تولي الجهات المعنية متابعتها لعمل الأفران، وتقيدها بالتعليمات ولجودة رغيف الخبز فسوء النوعية سيؤدي حتماً لعملية كساد الخبز وذهابه لأغراض أخرى، مع أهمية الأخذ بعين الاعتبار أنه ليس فقط المهم تحديد الكمية المخصصة للمواطن من الخبز، بل أيضاً وصوله بنوعية جيدة هو أيضاً أمر أكثر أهمية لمواطن لا شك يستحق الأكثر والأفضل .
حديث الناس- مريم ابراهيم