ثورة اون لاين: اهتزت الأرض تحت أقدام الإرهابيين المرتزقة في القصير؛ فاهتزت عروش في الغرب والشرق، وتجسد اهتزازها بهيستيريا التصريحات الغربية، وبانعقاد اجتماع عاجل لجامعة النعاج، وبازدياد مستويات الصراخ على قنوات الفتنة.
ولعل أهم ما تم رصده في هذا الإطار هو المساحة الزمنية الواسعة التي خصصت لحدث القصير على القنوات الاسرائيلية؛ حيث كشفت التصريحات الصهيونية مجدداً عن العلاقة العضوية القائمة بين إسرائيل والمجموعات الإرهابية المسلحة من جهة، وبين محور النعاج وإسرائيل من جهة ثانية.
لماذا تحظى معركة القصير بكل هذا الاهتمام الإسرائيلي، ولماذا يصف الإسرائيليون هزيمة الإرهاب هناك بالنصر الاستراتيجي لسورية، ولماذا تنعقد ألسنة البعض في الغرب عندما تتحدث موسكو عن وجود خبراء أجانب يقدمون المساعدة للإرهاب في القصير؟.
صحيح أن للقصير أهمية بالغة لأسباب بات يعرفها القاصي والداني، غير أن القصير هي ككل المناطق السورية التي ستعود إلى السوريين آمنة مستقرة خالية من المرتزقة والإرهابيين الذين ما من خيارات أمامهم اليوم سوى الموت أو الاستسلام لجيشنا العربي السوري الباسل الذي لن يهدأ حتى يبسط الأمن على كامل التراب الوطني السوري.
اهتزاز الأرض تحت أقدام الإرهابيين في القصير وحماة وحلب ودرعا والقنيطرة؛ واندحارهم عن عشرات المواقع هنا وهناك؛ ربما هو على صلة باهتزاز الأرض اليوم تحت أقدام أردوغان، وغدا ربما تحت أقدام العديد من الشركاء في الحرب على سورية عرباً وعجماً، وان من شأن ما حصل عقب الحرب العدوانية على العراق من اهتزاز الأرض تحت أقدام خوسيه ماريا أزنار في اسبانيا، وجون هاوارد في استراليا، وطوني بلير في بريطانيا، وسلفيو بيرلسكوني في ايطاليا، من شأن ذلك أن يقدم أدلة قاطعة على أن الشعوب ستجعل القيادات الرعناء تدفع عاجلاً ثمن رعونتها.
روبن كوك وزير الخارجية البريطاني الأسبق الذي استقال على خلفية الأكاذيب التي سبقت الحرب العدوانية على العراق؛ امتلك جرأة تعرية بلير والنظام الغربي بقول الحقيقة متهماً بلير وبوش بأن الحافز للحرب كان تغيير النظام في العراق؛ وليس نزع أسلحة دمار شامل مزعومة، واليوم هناك الكثيرون في الغرب ممن يعرفون حقيقة الحرب على سورية، وممن يضعون أيديهم على المعلومات والأسرار التي ستكشف للرأي العام انخراط حكومات غربية وعربية بالقتال دعما لإرهابيي القاعدة والتنظيمات المرتبطة بها في سورية، وهو الأمر الذي سيجعل من اهتزاز الأرض تحت أقدام هذه الحكومات أمراً حتمياً …. فهل يتعظ الأعراب والعثمانيون الجدد قبل مشغليهم؟.
علي نصر الله