ثورة اون لاين: حين صرخ فيلسوف أميركي قائلاً: قل لي أي شعوب تريد أدجنها لك وأجعلها تسير كالقطيع هل كان يتكلم من فراغ.. وهل كان خارج إطار مراكز الدراسات ومصانع القرار التي لاتترك شاردة ولا واردة إلا وتدس أنفها فيها قراءة وتحليلاً وغوصاً بالقادم.
على خطا هذا القول كانت آلة تدجين الانسان حسب المواصفات الأميركية تنطلق وبفاعلية لاحدود لها عبر المال والسلاح والطب (أساليب غسل الدماغ) والإعلام ومافي القائمة من معطيات.
وبالتأكيد هذا التدجين يطال الكثير من الحكومات التي سارت في ركب الولايات المتحدة الأميركية إرادة أم عنوة.. ومن التدجين إلى الشيطنة والنفاق وهذا مارأيناه ولمسناه على أرض الواقع ومن خلال الوقائع والأحداث والأزمات التي جرت وتجري في المنطقة.
ومنذ أن بدأ زمان الهزائم يلحق بإسرائيل بدأ العمل بنشاط مكثف للانطلاق من الشيطنة إلى وقائع أخرى ونتائج لم يصلوا إليها بقوة السلاح.. حين هزمت إسرائيل في لبنان وانسحبت من جنوب لبنان عام 2000 زادت دوائر القرار الغربي ومؤسساته وحتى دبلوماسيته مدعومة إسرائيلياً وأميركياً زادت من ضجيج أعمالها ووسائل شيطنتها لمحور المقاومة وعملت على مختلف الصعد لم يتركوا مؤسسة دولية أو محفلاً إلا وعملوا على تجييشه ودفعه لاتخاذ مواقف معادية للمقاومة والعمل على تشويه صورتها، تارة يخرجون علينا باسم محور الاعتدال وتارة (العالم ملّ الحروب) وكأنه لم يمل من اغتصاب الحقوق وقتل الشعوب.
في عام 2006 كانت القفزة الثانية في أساليب التضليل بعد الهزيمة المرة التي لحقت بآلة الجيش الإسرائيلي وبعد ذلك في غزة وانسحاب الاحتلال الأميركي من العراق..
وبالتأكيد كانت سورية الحضن والداعم لهذه الانجازات ولذلك جاءت شيطنتها والعمل على تخريبها بكل ما أوتوا من وسائل وأدوات داخلية وخارجية.
لنتابع المشهد الذي أرادوه لسورية (الأزمة في تطوراتها) كيف بدأت وإلى أين خطط لها أن تمشي ماالذي أعدوه وحين أخفقوا بذلك بدأت أوراق الشيطنة تخرج من الأدراج باسم الطائفية والاثنيات لكنها أمام وعي الشعب السوري وحضارة عشرة آلاف عام سقطت إلى غير رجعة فليس السوريون هم الذين يأتون إلى أتون المحرق الطائفي وهم الذين قدموا للعالم أروع حضارة وأروع مثال في العيش.
من الشيطنة إلى النفاق الدولي الممثل بدبلوماسية الغرب الذي قرأ جيداًَ ومؤخراً أن سورية عصية على مؤامراتهم وأن أدواتهم تساقطت فكان جنونهم دبلوماسياً (بريطانيا وفرنسا) ومحاولة تلفيق أدلة ووقائع لم تنطل على أحد.. وبعد سقوط ارهابيي القصير وماتلا ذلك من عمليات تطهير للكثير من المناطق التي عاث فيها المسلحون فساداً، ظهر النفاق الغربي بأوقح وجه وأبشع الأساليب ويشعر المتابع أن هذا النفاق الرخيص لايليق بمن يدعون الديمقراطية والحرص على الشعوب بينما هم يحاصرونه ويمنعون حتى لقمة العيش عنه، نفاق جاء الرد عليه بلسان لافروف وزير الخارجية الروسي لأنه يعرف الوقائع التي تدلل على هذا النفاق.
ديب علي حسن