” مبدعون من أجل السلام والمحبة والجمال – سورية 2020 ” عنوان المعرض التشكيلي الإلكتروني الدولي، الذي دعا إليه ونظمه الفنان سليمان حسن أحمد، رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين في طرطوس، وتضمن مجموعة لوحات ومنحوتات، من إنتاج أكثر من مئة فنان وفنانة من سورية وبعض الأقطار العربية .
وأول ما يلفت النظر في هذا المعرض، أنه يقدم مساهمات نوعية على مستوى تحقيق التواصل الفني والتبادل الثقافي بين نخبة من الفنانين العرب، لاسيما وأنه يتميز بمشاركة أسماء مخضرمة ومتمرسة، إلى جانب أسماء تنتمي إلى أجيال فنية متعاقبة.
ومن هذا المنطلق يساهم المعرض في جمع شمل التجارب التشكيلية، خارج الحدود الجغرافية، وبالتالي يحقق التواصل الفني العربي، ويشكل خطوة في هذا المجال الثقافي الحيوي، بغية إحياء المعارض الفنية العربية، بعد مرحلة الحروب والويلات والإنقسامات والتفرقة.
ومن الناحية التقنية استخدمت مواد لونية مختلفة، تمتد من الزيت إلى الغواش والمائي وتصل إلى الكولاج والإلصاق وصولاً إلى تقنيات المواد المختلطة، ومن ناحية المواضيع وجدنا حواراً بارزاً بين العناصر الإنسانية والحيوانية والنباتية والبنى المعمارية والتشكيلية والزخرفية والكتابية، التي تبدأ بالصياغة الواقعية الدقيقة، مروراً بالتآليف اللونية العفوية، التي تعتمد أساليب تلميحية وتبسيطية للإشارات والرموز الحضارية، وصولاً إلى التجريد اللوني الغنائي والهندسي.
كل ذلك في خطوات مواكبة التيارات السائدة في العالم، ورغم كل مظاهر التمرد على المألوف من تقنيات معروفة أو مستهلكة ، فمعظم الأعمال تعمل تحت شعار الأصالة والحداثة، وخاصة الأعمال التي تعيدنا إلى ذاكرة المكان والتراث الحضاري، مع إضفاء الذات الفنية والإيقاعات اللونية الموسيقية، والاهتمام بالاختبارات التقنية، في معالجة العجينة اللونية، التي أصبحت أساساً في صياغة اللوحة وإظهار قيمتها التشكيلية والجمالية والتعبيرية، بعد ذوبان معالم القوالب الجامدة للأشكال الموجودة في الواقع أو في الأبعاد الثلاثة.
رؤية – أديب مخزوم