ثورة أون لاين – هفاف ميهوب:
البقاءُ فيهم ولهم، تقدّس الوطن بدمائهم.. دماءُ شهداء هم نور في الأرض، وسرّ البخور.. يعبق في وطنٍ لا يسمح، إلا بعناقٍ يتسلح بالحبِّ وينبض في أرواح، تشرق فينا كلّ صباح..
هي أرواح من ضحّوا، كي تبقى كرامتنا تعلو.. كرامة شعبٍ لن ينسى، هدير الدمِّ وما أقسى.. أن يبكي رجاله، ويئنُّ قلبٌ فقدَ نبض الابن.. ابن الأرض وكم جادت، بأبنائها ثم قالت:
دماءُ شهدائي بخوري الأُسود منهم ونسوري.. في قمم المجد ويتربع، الحق وإياهم أجمع… من مثلهم قولوا أعطوني، كأبنائي ضوء عيوني.. روح الحياة في عمقي، وغصَّة فقدٍ في صمتي..
أبنائي يا لوعة قلبي، ونزيفه المتّصل بي.. يا أغنيتي وليس سواها، يصدح بالآهِ ومعناها:
باقون ملح الأرض، وترابها والعرض.. ارتقينا لكن بقينا، نرنو للوطنِ بعينينا.. نجوم سمائه وفضائه لبسناه صرنا رداءه.. من هوانا يتنفس، لا نرضى له أن يتنجّس.. بأنفاسِ غريبٍ أو معتل، بالحقد والغدر والشر.. عدو القيمِ والأخلاق.. تآكلت فيه فانساق.. مع البهائم والوحوش، والخونة وتجار النعوش..
أصلي وأتلو آياتي، فيحيا نبضي وحياتي.. يحيا بنزيفٍ أتعبّد فيه فأبقى وأتجدد.. بالدمِّ الشهيد وروحه، تسري فيّا وفوحه.. يذرفني أبكيكَ شهيدي، يا دمعتي انهمري وزيدي.. انهمري واغرقيني به، فقد أغرقني بملحه..