ثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
يسعى كل مرة عبر ما يقدم إلى اختراق أفق جديد باحثاً عن المختلف، هذا التوق نحو الفرصة الأفضل أوصله إلى تحقيق حالة من التنوع فيما يؤدي من شخصيات متباعدة حد التباين، مكرساً حضوره، ومؤكداً قدرته على إقناع المشاهد بتعدد الحالات التي يظهر من خلالها، ولعل أقرب مثال على ذلك كان في الأمس القريب، فهو مروان في (مسافة أمان) بكل ما في الشخصية من تناقضات، واليوم هو جورج الذي بات المطران ايلاريون كبوجي فيما بعد، وبين الأمس واليوم مسافة كبيرة في طبيعة وماهية كل شخصية وآلية التعاطي مع كل منهما.
إنه الفنان ايهاب شعبان الذي قدم في الموسم الدرامي الحالي تجربة جديدة عبر شخصية تحمل فرادتها وسماتها الخاصة في مسلسل (حارس القدس) إخراج باسل الخطيب وتأليف حسن م. يوسف، وإنتاج وزارة الإعلام ـ المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، مجسداً مرحلة عمرية معينة من حياة المطران كبوجي، معرّفاً بآلية تفكير الشخصية من خلال مجموعة مواقف تشي بوضوح على أي أرض تقف، فكثيرة هي العبارات التي جاءت على لسانها وحملت دلالاتها وعمقها وجاءت منسجمة مع نمط تفكيرها وآلية تعاملها مع الأحداث التي طرأت خلال مسيرة العمل، غاص فيها إلى مكامن استطاع من خلالها نبش مكنوناتها وإظهارها بلبوس يحاكي الشخصية بكل ما زخرت به من صفات، قدمها بعيداً عن المغالاة وضمن الحدود المطلوبة منها وبلهجتها ومنطقها ومفرداتها المنتقاة بعناية والمنسجمة مع حالتها.
لم يكن دوراً سهلاً ولكن قُدم بعناية ونُسج بخيوط ماؤها من ذهب، حمل الفنان ايهاب شعبان في قلبه التحدي والحب والشغف لشخصية تبناها فخرجت مُشبعة في الأداء بكل ما فيها من تفاصيل وانفعالات وحركة، محققاً من خلالها مصداقية عالية.