حالة الهستيريا التي أصابت نظام رجب أردوغان الاستعماري ومرتزقته بعد استعادة بواسل الجيش العربي السوري للنقطة التي اعتدى عليها الإرهابيون في منطقة الغاب بلغت ذروتها وتخبطت وسائل إعلامه المضللة، وهي تتناول أخبار تحرير السوريين لأرضهم ودحرهم لتنظيمات الإرهاب، أرخى بظلاله على المشهد الداخلي التركي برمته.
فإضافة إلى تكبيد إرهابييه ومرتزقته خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات، فقد عرى هجومهم الغادر رأس النظام التركي على حقيقته المراوغة والمخادعة، فكم تعهد أردوغان للضامن الروسي بتفكيك التنظيمات المتطرفة وترحيل عناصرها كالنصرة والتركستاني وما يسمى حُرّاس الدين، وكم تعهد باحترام اتفاقات خفض التصعيد، لكنه فعل العكس تماماً حين أوعز إليهم بنسفها والاعتداء على مواقعنا العسكرية.
لا يحتاج أردوغان إلى من يفضح أكاذيبه ومراوغاته، لكن ما حدث من عدوان أثبت للضامن الروسي ولكل الأطراف الدولية الأخرى أنه لا يستطيع إلا أن ينقض الاتفاقات وينقلب على التفاهمات، وخصوصاً نقضه لاتفاق موسكو الأخير والتفافه على بنوده وقراراته.
ولو عدنا أسابيع فقط إلى الوراء لرأينا كيف أنه كذب على الجميع حين تعهد بفتح الطريق الدولي بين حلب واللاذقية أمام حركة المرور، فلا هو افتتحه ولا هو أخرج إرهابييه من هناك، وحينها لم يتوقف عند حدود تجاوز الاتفاق بل احتل جنوده مواقع جديدة بحجة تسيير الدوريات المشتركة الروسية التركية من جهة ومحاربته المزعومة للإرهابيين من جهة أخرى.
ومنذ بداية الأزمة في سورية وحتى يومنا يكرر أردوغان أكاذيبه وأضاليله كي ينفذ أجنداته العثمانية المشبوهة في احتلال المزيد من الأراضي وإحداث التغيير الديمغرافي فيها وسرقة النفط والقمح والثروات، وكي يضلل العالم فإنه يزعم أنه يحارب المتطرفين ويسعى إلى خفض التصعيد، وفوق هذا وذاك يتاجر بالإنسانية فيدعي حرصه على اللاجئين وحقوق الإنسان.
باختصار مازال هذا النظام الذي تسيطر على رئيسه وأقطابه العقلية العثمانية والإخوانية يلهث خلف سراب أوهامه، ويمضي قدماً بمشروعه الإرهابي، دون أي احترام لتعهداته أمام الضامن الروسي، أو التزامه بالقرارات الدولية التي تدين الاعتداء على سيادة الأراضي السورية ووحدتها، ودون أن يدرك أن السوريين لن يسمحوا له يوماً بتحقيق أجنداته الاستعمارية مهما كلفهم من تضحيات، وستذهب أحلامه وأطماعه في مهب الريح، والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري كل يوم خير برهان.
من نبض الحدث-بقلم: مدير التحرير أحمد حمادة: